للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة أربع وستين تقدم الأمير فخر الدين بكتمر القلاب في العساكر المنصورة فحط على المصنعة وعزان فاستنجد الأمير فخر الدين بن عبد الله بن يحيى بن حمزة. والأمير شجاع الدين أحمد بن محمد بن حاتم بالشريف مطهر واستنجد به أيضاً أهل بيت أردم لما لزم محمد بن الوشاح فطلع الشريف مطهر إلى حصن الطويلة. وخرج الأمير علم الدين الشعبي فحط في الرجام وجهز العساكر إلى المغرب وجبل نيس فاستفتحها وعمر موضعاً فوق الطويلة يسمى غراب وأكن وأقامت على الطويلة نحواً من سبعة أشهر. وفي شهر جمادى الأولى تسلم السلطان حصن المصنعة وحصن عزان. وأنعم على الأمير فخر الدين عبد الله بن يحيى بن حمزة، وشجاع الدين أحمد بن محمد بن حاتم ثلاثين ألفاً فسلما الحصنين وأي حصنين هما منكبي الشوامج اليمنية. وروقى المصانع الحميرية لم يقمع أحدهما قامع ولا طمع فيهما من الملوك طامع. وقد كان الأمير جمال الدين فليت حط عليهما في عساكر مصر واليمن ثم لم يكد ينجو بنفسه إلا بعد أن نهبت المحطة وما فيها من النجنيقات والزردخانة والخروج والحوايج خانة بعد أن انفق عليهما مائتي ألف مثقال ذهباً. وكان تسليمها وتسليم دمان أيضاً في جمادى الأولى من السنة المذكورة ثم تسلم السلطان بعدهما الفص الصغير في شهر رمضان. ثم تسلم حصن بيت أردم أيضاً في ذي القعدة. ثم تسلم القفل وشمسان من بني شهاب. ثم اللحام في القعدة اشتراه من أولاده الشريف سليمان بن موسى.

وفي هذه السنة توفي الأمير الكبير شجاع الدين عباس بن عبد الجليل ابن عبد الرحمن التغلبي. وكان أميراً كبيراً واصل بلده جبل ذخر بفتح الذال المعجمة أيضاً وآخره راء. وكان ذا مال جزيل وجاه عريض وكان أكثر ماله من التجارة وكان أميراً في مدينة زبيد وتأمر في عدن وله آثار حسنة. وكان أكثر الناس صدقة ومعروفاً وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>