للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا اقبل الحجاج من الحج وهو في بلدٍ ومرُّوا عليه كساهم ويعطيهم ما وصلهم إلى بلدهم وإن كانوا من البلد التي هو فيها أعطاهم ما يزيلون به وعناء السفر. وقد يتشبه ناس بالحجاج في زيهم ويأتون إليه فيعطيهم ما يليق بحالهم. وله من الآثار الدينية مدرسة زبيد عمرها ابنه محمد بعد موت أبيه وهي الدار التي كانوا أبوه يسكنها. وله أيضاً في قرية السلامة مسجد يعرف بمسجد عباس وهو غربي تربة الشيخ الصالح علي بن الغريب وله مسجد في قرية أبيات حسين ومدرسة في بلدة ذخر في موضع يعرف بالحبيل بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة. وله في كل موضع من هذه المواضع وقف جيد يقوم بكفاية المرتبين فيه وكانت وفاته بزبيد في السنة المذكورة.

وفيها توفي الفقيه الصالح أبو الربيع سليمان الملقب بالجنيد بن محمد بن أسعد بن همدان بن يغفر بن أبي النهى. وكانت ولادته سنة اثنتين وستمائة وكان والده فقيهاً فاضلاً تفقه بمحمد بن الحافظ علي بن أبي بكر العرشاني واصل بلدهم ريمة المناحي. وعنه أخذ ابنه سليمان وكانت وفاة الوالد بقرية العدن من بلد صهبان في سنة خمس وعشرين وستمائة. وأما ابنه سليمان فكان فقيهاً جليلاً سيداً نبيلاً امتحن بقضاءِ مدينتي اليمن زبيد وعدن ثم غوفي من الجميع وعاد إلى بلده ثم انتقل إلى ذي اشرف وكان عابداً زاهداً مقصوداً مشهوراً باستجابة الدعاءِ وكان الفقيه عمر بن سعيد العقبي كثيرا ما يزوره ويأْمر أصحابه بزيارته وكانت له كرامات يحل قدرها عن الحصر وببركته وإشارته عمل الطواشي نظام الدين مختص المظفري من مظاهر الجامع بذي اشرف. وكانت وفاته رحمة الله عليه على الحال المرضي ظهر يوم الأربعاء النصف من شهر صفر من السنة المذكورة رحمهُ الله وقبر بالعدينة حيث قبر بنو الإمام وهي بفتح العين وكسر الدال المهملتين وسكون الياءِ المثناة من تحت وفتح النون وآخرها تاءٍ تأْنيت وهي مقبرة كبيرة قديمة شرقي القرية ذي اشرف قبر فيها جمع كثير من الأفاضل الأخيار رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>