للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم يجد أحد فيه مسلكاً لضيقه ووعارته وكثرة العسا كرفيه فلما رأى الأمير علم الدين سجر الشعبي ذلك تقدم في كتبية عظيمة من فرسان الخيل وأجواد الرجل وطلع في موضع آخر شعروا حتى صار معهم مستديراً لهم فلقيه الأمير عم الدين حمزة بن الحسن بن حمزة. وكان يومئذ فارس بني حمزة غير مدافع فكان أول من صرع منهم ثم انكسر عسكر الأشراف وقيل عسكر ابن مسحر. وكان فارساً شجاعاً فولوا مدبرين وأخذت طبلخاناتهم وسار العسكر المنصور في أثرهم فمال الأمير داود بن الإمام إلى براش صعدة ودخل الأمير علم الدين صعدة وقدامه رأس الشريف حمزة بن الحسن بن حمزة ورأس عسكر بن مسحر وأخرب في صعدة عدة مواضع وخرج إلى مخاليفها فأخربها أيضاً ونهب الناس كل من وجدوه في مخلاف صعدة ثم عاد إلى صعدة فأقام فيها أياماً ثم قفل إلى صنعاء ظافراً منصوراً.

وفي هذه السنة أمر السلطان بتحلية باب الكعبة بالذهب والفضة على يد ابن البعري. ووصل رسول صاحب مصر إلى اليمن بالمكتابات والهدايا فتوفي الرسول باليمن في آخر السنة المذكورة.

وفي هذه السنة توفي الفقيه صالح بن علي بن إسماعيل الحضرمي، وكان فقيهاً صالحاً عابداً زاهداً ورعاً تفقه به أحمد بن سليمان الحكمي ومحمد ابن إبراهيم الشكر وغيرهما. وكانت وفاته رحمة الله تعالى عليه في سلخ شهر شعبان من السنة المذكورة. وفيها توفي الطواشي نظام الدين مختص المظفري. وكان مولى الغازي بن جبريل ثم خدم مع السلطان نور الدين فجعله لآلة ولده المظفر فرباه أحسن تربية وأدبه أحسن أدب. ولما صار أمر السلطنة إلى السلطان الملك المظفر حمل له طبلخانة وأقطعه إقطاعاً حاملاً، فكان كفؤاً لما ندب إليه. وكان شجاعاً مقداماً عالي الهمة. وكان راغباً في طلب الأجر وبقاء الذكر كثير الصدقة. وابتنى عدة مدارس وآثاره باقية إلى عصرنا هذا. ومن مآثره المدرسية النظامية في زبيد ثم المسجد المعروف بمسجد السابق النظامي نسبة إلى عبد له. ثم مدرسة بذي هُزَيْم ناحية من نواحي تعز. وله مدرسة في ذي جبلة. وأخرى في موضع تعرف بالوحص بفتح الواو

<<  <  ج: ص:  >  >>