للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

علي فهو ذاك في محراب المسجد فأقدم إليه فقدم إليه وقد علم أنه لا طاقة له به. وقال في نفسه إذا كان هذا درسي من درسه فكيف يكون المدرس ثم دخل على الفقيه وسلم عليه. وسأل منه الدعاء. وكان عمرو كبير القدر معظماً عند أهل العصر. وكان شيخه علي بن مسعود يثني عليه ثناءً حسناً ويقول هو أكثر أصحابي أخذاً عني وهو الذي لقبه بمظفر الدين وأعطاه كتبه في آخر الأمر واستخلفه على تدريس أصحابه فدرس واشتغل بالفقه والعبادة. وتفقه به جمع كثير من أهل تهامة والجبال. وممن تفقه به ابنه محمد بن عمرو وعلي بن إبراهيم وأحمد إلى أن توفي عصر يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى من السنة المذكورة رحمه اله تعالى. وفيها توفي الشيخ الصالح أبو محمد عيسى بن حجاج العامري الغيثي نسبة إلى الشيخ أبي الغيث أولاً وهو أحد أصحابه واصله من عرب يقال لهم أبو عامر يسكنون جبلاً تحت حصن الشرف المذكور في بلد وصاب وهو قرب من سوق المجمع وبلادهم تعرف ببلاد أسل وكان الشيخ عيسى صاحب كرامات وصاحب حال ومقال وصاحب تربية وعلم من علوم الصوفية وكانت وفاته في شهر جمادى الأولى من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفي سنة ست وستين تسلم السلطان حصون علوان الجحدري وهي العرائس. وفي شهر جمادى الأخرى من السنة المذكورة وردت الأوامر الشريفة على الأمير علم الدين سيجر الشعبي بالتقدم إلى صعدة فخرج إليها في خمسمائة فارس وثلاثة آلاف راجل فحط في الجوف ثم تقدم نحو صعدة وجمع أمير صارم الدين داود بن الإمام كافة بني حمزة وعسكراً عظيماً فيهم عسكر بن سجر وفيهم م الرُّحل واحدة فحفظوا تلك الطريق بالخيل والرحل فلما وصل الأمير علم الدين إلى النقيل المذكور حط في أسفله ضحوة نهار تغدى وغدى الناس جميعاً ثم وقف إلى الظهيرة ورتب الأمير ابن نور في مائتي فارس وألف راجل في المحط ثم لبست الخيل وطلعت النقيل

<<  <  ج: ص:  >  >>