للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير نجم الدين عمر بن يوسف الرين وهو أخو الملك المظفر لامه. وكان أميراً كبيراً ذا همة عالية وسيرة حسنة.

ومن أثاره المدرسة المعروفة بالعمرية في مدينة تعز نسبة إليه وكانت وفاته في صفر من السنة المذكورة. والله أعلم. وفيها توفي الفقيه الإمام أبو محمد الحسن بن القاضي أبي الحسن علي بن عمر بن محمد بن علي بن قاسم الحميري. وكان شديد الاجتهاد في طلب العلم ومطالعة كتبه حتى ذكر الفقيه أنه أقام سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء ولم يكن يسأل عن طعام ولا شراب حتى يؤتى به ولا يشتغل بأهل ولا ولد.

قال الجندي أخبرني الثقة أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءه في جماعة منهم الإمام الشافعي فاستحيى وقال يا رسول الله بِمَ استحققت هذه الزيارة فقال باجتهادك في طلب العلم وتتبعك الأسانيد العالية. وكان فقيهاً مباركاً رحالً في طلب العلم روى شرح ابن يونس للتنبيه عن محمد ابن عبد الله بن الحسن الأنصاري الخزرجي عن المصنف. وبلغهُ أن الفقيه محمد الهرمل لهُ رواية سندها قريب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتحل إليه فلما وصل إليه أخذ الرواية عنهُ فقال له ابن الهرمل نحب أن نسمع عليك البيان فأجابه إلى ذلك فكان وقت أن يسمع يقعد هذا الفقيه على الهرمل على السرير ويقعد هذا الفقيه دونه وقت قراءة البيان قد يرفع الفقيه محمد رأسه إلى السقف فيرى حنشاً مخرجاً رأسهُ من السقف وهو مثل المستمع ولا يزال هذا دأبه حتى تنقضي القراءة فاخبر الفقيه به الجماعة فقال ابن الهرمل هذا رجل من فقهاء قرأ عليَّ التنبيه والمهذب وهو الذي سألني أن أسألك إسماعنا البيان ولما قدم الشيخ علي بن بشير الواسطي مدينة الجند وصار إلى تعز أخذ عنهُ هذا الفقيه.

قال الجندي وذيل طبقات ابن سمرة ومن تعليقه أخذت تاريخ جماعة من الفقهاء فكانت وفاته في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>