للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث من صفر من السنة المذكورة. وفي شعبان منها وقع الصلح بين السلطان والأشراف بني حمزة.

وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو زكريا يحيى بن زكريا بن محمد بن أسعد ابن عبد الله بن الكلالي ثم الحميري وكان فقهاً فاضلاً تفقه في بدايته بأهل الملحمة ثم تفقه بالحسن بن علي وأخذ البيان عن عبد الله الهمداني وأخذ عن اسحق الطبري ومحمد بن مختار الرداري ودرَّس في المدرسة المعروفة بالغرابية في مدينة تعز إنشاء السلطان نور الدين وكان فقيهاً عارفاً بالفقيه نقالاً توفي يوم الأحد لإحدى عشر ليلة بقيت من شهر رمضان من السنة المذكورة.

وفيها توفي الفقيه العامة عبد الله بن يحيى بن أحمد بن عبد الله بن أحمد ابن لهيب الهمداني نسباً وكان مولده سنة تسعين وخمسمائة تقريباً قاله الجندي وأدرك أحمد بن إبراهيم الأكشيبي أحد أصحاب الشيخ الإمام يحيى ابن أبي الخير وسمع عليه البيان فانتشر عنهُ سماع البيان بالسند العالي فاستدعه السلطان الملك المظفر فأخذ عنه بحضرة القاضي بهاء الدين وبعض أهله. وسألهُ يوماً فقال له يا فقيه لكم سمعت البيان فقال لخمس وعشرين سنة فقال وعلى ابن كم فقال على ابن خمس وثمانين سنة وكان عمرهُ حين سألهُ تسعين سنة تقريباً. فقال لهُ بعض الفقهاء ومتى كانت قراءَتك فقال سنة ستة عشرة وستمائة. ولما ابتنى الشيخ علي بن محمد بن عبد علي الحميري مدرسة في قرية الحُجْر بضم الحاءِ المهمة وسكون الجيم جعل هذا الفقيه مدرساً بها فكان الناس يأتون إليها ويأْخذون عنهُ فيها.

ويروى عنهُ أنه قال مرة كنت أيام طلبي العلم كثيراً ما أَرى النبي صلى الله عليه وسلم ولقد اعرف مرة إني كنت سائراً إلى الشيخ الذي أنا أقراُ عليه فاشتقت إلى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم فملت عن الطريق ونمت فرأَيته صلى الله عليه وسلم ثم أنا الآن لم أجد ذلك وكان يتأَسف على ذلك. وكانت وفاته في قرية مسورة بفتح الميم وسكون السيم المهملة وهي تحت حصن بيت عز رحمهُ الله تعالى. وقيل عاش إلى نيف وثمانين والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>