وقيل بل عرف أخوه موسى مصفحة وملوظته فقال هذا مصحف أخي وما أظن أخي إلا مقتولاً فطلبوه بين القتلى فوجدوه قتيلاً فحمل وقبر بعد أن أخذ رأسه. وكانت الوقعة يوم السابع والعشرين من رجب من السنة المذكورة.
وطلب أهل ظفار الذمة فأذم لهم الأمير شمس الدين أردمر ودخلت الأعلام السعيدة المظفرة مدينة ظفار يوم الأحد الثامن والعشرين من الشهر المذكور. ووقع العفو عن الناس كلهم ولا يؤخذ لأحد منهم شيء واختطب الخطباء على منابر ظفار بالألقاب الشريفة المظفرية في يوم الجمعة الثالث من شهر شعبان. وتسلم العسكر السلطاني مدينة شيام في حضرموت يوم الثامن من شهر رمضان وقبض كافة بني الحبوضي يوم السادس والعشرين من شهر رمضان من قصر ظفار وأرسل بهم الأمير شمس الدين أردمر إلى الأبواب الشريفة فأمر السلطان بحملهم إلى زبيد فلم يزالوا تحت الصدقات السلطانية حتى انقرض آخرهم ولم يبقَ منهم أحد في وقتنا هذا.
ولما افتتح السلطان رحمهُ الله مدينة ظفار في التاريخ المذكور كما ذكرنا وقتل سالم بن إدريس ارتعدت الأقطار القصية هيبةً للسلطان وامتلأت من خوفه قلوب ملوك فارس وأصحاب الهند والصين لما رأوا من علو همتهِ وعظيم نقمته. أرسل صاحب عمان بهديته فرسين ورمحين إلى الأمير شمس الدين أردمر وهو يومئذ في ظفار ووصلت هدايا صاحب الصين ووصل صاحب البحرين إلى زبيد ورتب الأمير شمس الدين أردمر في ظفار نائباً وهو الأمير سيف الدين سنقر الترنجلي وجعل الحسام التوريزي معه وعدهُ من مشاريخ العرب ومقدمي الرجل وعاد إلى اليمن.
وقال صاحب السيرة المظفرية يمدح الملك المظفر من قصيدة طويلة منها هذا
فاسأل به الأيام فهو عقيدها ... والعلم فهو مصنف ومؤَلف
واسأَل شَبَام وحضرموت ومن بها ... أَو عبد يوسف صادق أَم مخلف