للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

شهرين وثلاثة أيام ثم خرج منها لثلاث خلون من شهر رمضان سنة ثماني عشرة وستمائة ثم دخل ظفار فأقام بها ثمانية عشر يوماً وتوفي هناك رحمه الله تعالى.

وفي سنة إحدى وثمانين طلع الأمير جمال الدين علي بن عبد الله وخرج الأمير علم الدين الشعبي في عسكر وساروا جميعاً إلى الظاهر فحط الأمير على الدين الشعبي على الكولة وشرع في عمارتها ومعه الأمير عز الدين وحط الأمير جمال الدين علي بن عبد الله على حصن كحل وأشيح الظاهر الأعلى فأخذهما في اقرب مدة وعاد الأمير علم الدين إلى محطته وقد رتب في الدخصة والحبسيين والذروة بعض النقاء في عساكر جيدة. ثم رتب الشريف علي بن عبد الله بالكولة مائة فارس وألف رجَّال وأضاف إليه سائر الرتب ونزل هو والأمير علم الدين نحو سوانة ولم ينقل الأمير علم الدين محطته من الكولة إلا بعد سنة حتى استقامت أمور الرتب على ظفار من الناحية العليا ثم نهض إلى الناحية السفلى في سوانة هو والأمير عز الدين فعمر درب سوانة وشحنه ورتب فيه الأمير عز الدين في الناحية السفلى.

وفي هذه السنة توفي الأمير الكبير شمس الدين علي بن يحيى العنسي نسبة إلى عنس من مذحج بنون وهي من قبيلة كبيرة من قبائل مذحج. وكان لهُ من السلطان نور الدين مكانة عظيمةُ وحمل طبلخانة وقطعهُ إقطاعاً جيداً وكان السلطان نور الدين ابن عمتهِ وقيل ابن أخته ولم يزل معززاً مكرماً إلى أن توفي المنصور واشتغل الملك المظفر بالملك فمال إلى أولاد عمه أَسد الدين وأخيه فخر الدين فلما لزم فخر الدين وحبسه المظفر كما ذكرنا أولاً كتب إلى أسد الدين يحثه على القيام واستنقاذ أخيه من السجن ويقول

لو كنت تعلم يا محمد ما جرى ... لشَنَنْتها شعث النواصي ضُمَّرَا

جرداً تراها في الأَعنَّة شُرَّباً ... تفري السباسب والنبات المقفرا

ترمي بها دربي تعزّ على الوجى ... لتقيم عذراً أَو تشيّد مفخرا

فأجابه ابن دعاس بأبيات احسن منها لا اذكر منها إلا بيتاً واحداً قوله

انظر إلى عدنٍ أطاعت أمرهُ ... والى تعز ومكةٍ أم القرى

<<  <  ج: ص:  >  >>