تعالى ان ينقله فلم تطل أيامه بعد ذلك فتوفي. وكانت وفاته في السنة المذكورة تقريباً كما قال الجندي والله أعلم.
وفيها توفي الشيخ الفاضل عمر بن الشيخ الصالح مدافع بن أحمد بن محمد المعيني وكان محبوباً عند أبيه ونال منه حظّاً وافراً. وكان لا يقصده أحد بسوءٍ إلا وبلي بلاء ظاهراً. وكان من المترفين يلبس الثياب الفاخرة. ولم يزل مجللاً محترماً عند السلطان إلى أن توفي وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى. وكان والده الشيخ مدافع بن أحمد ممن فتح اله عليه بالدين وأخذ يد التصوف عن الشيخ ابن الحداد نحو أَخذه عن الشيخ الجليل عبد القادر الجيلاني. وكان مدافع بن أحمد ممن اجتمع الناس على صلاحه وكماله. ولما فقد الشيخ أبو العيث بن جميل شيئاً من أحواله وصل إلى الشيخ مدافع وأَقام عنده في قرية الوجيز في مسجد قريب من بيته فأعاد الله عليه ما فقده وصحبه جماعة من أعيان الصوفية كعثمان بن سادح وعلي المرميمة وعمران الصوفي من عبلة وغيرهم. وكان الملك المسعود ابن الملك الكامل يومئذٍ صاحب اليمن من قبل أبيه وكان كثيراً ما ينزل من الحصن فيقف في الميدان أَو في المطعم يطعم الجوارح الصيدية فرأَى العسكر يروحون طريق الوجيز فسأَل عن ذلك فقيل لهُ انهم يروحون لزيارة رجل من الصوفية كبير الحال فبحث عنهُ فقيل لهُ أنهم يروحون لزيارة رجل من الصوفية كبير الحال فبحث عنهُ فأُخبر أن لهُ قبولاً عظيماً عند سائر الناس فأَحب أن يطلع على أمره واظهر أن غرضهُ زيارتهُ ووصل إلى بابهِ. وكان من عادة الشيخ مدافع أنه لا يجتمع بهِ أحد من الناس من أّذان الصبح إلى قريب من الزوال فوصل الملك المسعود إلى بيت الشيخ والشيخ مقبل على صلاة الضحى فوقف على الباب ينتظر الأذن والشيخ في صلاتهِ لم يعلم بوصوله فلما طال وقوفه على باب الشيخ وكلما خرج أحد من الفقراء قال الشيخ مشغول والساعة يخرج. اغتاظ من ذلك ورجع قبل أن يعلم به الشيخ وتوهم أنه ربما حدث منهُ ما حدث من رغم الصوفي فأمر بقبض الشيخ مدافع فقُبض وكان قبضهُ في عشرة رمضان من سنة سبع عشرة وستمائة فأقام محبوساً في حصت تعو إلى سلخ شهر ربيع الأول من سنة ثماني عشرة وستمائة ثم سفر به إلى الهند فدخل بلد الدنيول فأقام بها