وبجبلة عن محمد بن مصباح وكان رجلاً صالحاً بورك له في دينه ودنياه وكان الشيخ أحمد بن علوان يثني عليه وبوده وأجازه في جميع مقروءَاته ومسموعاته ومنظوماته ومنثوراته.
ومن عظيم ما كان بينه وبين الشيخ أحمد بن علوان من الألفة والمحبة أنه متى انقطع عن الوصول إليه والزيارة له وصله الشيخ إلى السمكر وأقام عنده أياماً. قال الجندي توفي على رأس ثمانين وستمائة وهي السنة المذكورة.
وفي هذه السنة أيضاً توفي الفقيه الفاضل أبو عبد الله الحسين بن علي بن عمر ابن محمد علي بن أبي القسم وكان مولده لخمس بقين من جمادى الأولى من سنة ثمان وستمائة تفقه ثم غلبت عليه العبادة.
ويروى أنه في أيام قراءَته ترتب في مدرسة عومان مع الفقيه يحيى بن سالم فذكروا أنه باع شيئاً من كليته بدراهم ثم ربطها في طرف ثوبه ثم احتاج أن يأْخذ شيئاً منها لبعض الأمر فلما فتح عنها وجدها عقارب فلفظها من ثوبه ولم يعد بعد ذلك إلى أخذ طعام المدرسة. وكان يكثر زيارة القبور ومتى صار في طرفها خلع نعليه وحملهما في يده ولم يزل على أحسن صورة إلى أن توفي يوم الخميس ثامن عشر المحرم من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الصالح يعقوب بن محمد التربي نسبة إلى قرية من قرى وادي زبيد يقال لها التربة بضم التاءِ المثناة من فوق وسكون الراءِ وفتح الباءِ الموحدة وآخر الاسم هاءُ. ثم انتقل إلى موزع فتفقه بها على الفقيه بكر بن علي بن يحيى وكان على طريق الورع الكامل يزار للتبرك وينتفع به. وكان يدخل على نساء العرسانيين للشهادة في النكاح وغيره ولما اقطع السلطان المظفر ولده الملك الواثق موزع وكان قد نزل إليها فأقام بها مدة بلغه علم صلاح هذا الرجل فزاره إلى بيته نهاراً فلم يشعر الفقيه حتى قيل له هذا الملك الواثق صاحب البلد على الباب يستأذن عليك في الزيارة فأذن له فلما وصل سلم عليه فرد عليه الفقيه السلام ورحب به فسأله الدعاءَ فدعا له ثم خرج فتعب الفقيه من ذلك اشد التعب. ثم سأَل الله