للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وستمائة. أخبرني بذلك فقيه جبار وحاكمها والله أعلم.

وفيها توفي الفقيه أبو الحسن علي بن محمد بن منصور الجنيد وكان فقيهاً تقياً خيراً تفقه بحسن بن راشد وبعمر بن يحيى وغيرهما ثم امتحن بقضاء ذي اشرق واليه انتهى تدريسها فذكروا أنه كان يوماً جالساً في مجلس التدريس فقال لأصحابه اليوم نحن فقهاء وغداً نكون صوفية. فلما كان من الغد قدم عليه رجل من أهل بعدان صوفي من أصحاب الشيخ عمر بن المسن يقال له جبريل فقال له يا علي كن معنا ومد يده إليه فحكمه ثم نصبه شيخاً وأَذن له في التحكيم. وكان الفقيه أبو بكر التعزي يومئذ في أول ظهوره وتعرضه للشهرة. وتظاهر بصحبة الصوفية ومحبتهم. وكان يومئذ شاباً فوصل إلى هذا الفقيه وتتلمذ له وكان من اظرف الناس في اجتلاب القلوب إليه فاحبه الفقيه علي لأنه يتواضع له ويعظمه ثم اجلبه إلى تعز وتلطف له بتدريس المدرسة الأسدية في معزية تعز. فأَجابه إلى ذلك. فنزل ودرس بها مدة ولم يزل إلى أن توفي في مستهل ذي الحجة من السنة المذكورة والله أعلم.

وفيها توفي الفقيه أبو بكر بن عبد الله الريمي وكان فقيهاً كبيراً تفقه بعلي بن قاسم الحكمي. وتفقه به جماعة كثيرون كأحمد بن سليمان الحلمي وعمه عيسى وغيرهما فكانت وفاته في السنة المذكورة تقريباً. قاله الجندي قال وخلف ولدين فقيهين هما عبد الله ومحمد. فكان عبد الله معيداً فيها مدة ثم حصل عليه بن أيمن وجعل مكانه الفقيه محمد بن أبي بكر الناشري ليستعين به في نيابة الحكم إذا خرج إلى بلده والله أعلم.

وفيها توفى السلطان أبو السمو العلاء بن محمد بن العلاء الوليدي الحميري قال الجندي واصل بلده عفينة بفتح العين المهملة وكسر الفاء وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون وآخر الاسم هاء وهي من معشار تعز سكنها جماعة من قومه يعرفون بالأحاصر أهل رياسة مباثلة وانتقل إلى السمكر وكان يختلف إلى الجند وزيران وجبلة والى تعز ونواحيها وجبا. فأَخذ في أجند عن ابن المبردع وغيره وأخذ بزيزان عن ابن رفيد وبتعز عن علي السردي وغيره وبنواحي جبا عن أحمد بن علوان

<<  <  ج: ص:  >  >>