للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

بالذمتين. وكانت وفاته ليلة الجمعة لست بقين من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة. وهو والد الفقيه الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الأصبحي صاحب المعين. وسأذكره في موضعه أن شاء الله تعالى.

وفي سنة ثمانين وستمائة وقع النقض بين السلطان والأشراف فنزول الأمير جمال الدين علي بن عبد الله والأمير عز الدين محمد بن أحمد بن الإمام إلى الأبواب الشريفة. فلم يزالا هنالك حتى انفصل أمرهما على تسليم حصينهما المنقاع وتعز صعدة. فقبضهما نواب السلطان في المحرم أول سنة إحدى وثمانين وستمائة.

وفي هذه السنة المذكورة اعني سنة ثمانين وستمائة. توفي الفقيه الإمام الحافظ أبو الخير بن منصور بن أبي الخير الشماخي السعدي نسباً الحضرمي نزيل زبيد. وكان فقيهاً إماماً حافظاً عارفاً. أدرك جماعة من الأكابر وأخذ عن أصحاب السلعة بمكة كابن الجميزي بجيم مضمونة وميم مشددة مفتوحة وياء مثناة من تحتها وبعدها زاي ثم ياء النسب. وأخذ عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عراف صاحب احور عن يحيى بن أبي نصير الطفاوي عن الإمام القلعي وتطلع على علوم كثيرة منه الفقه والنحو واللغة والحديث والفرائض والتفسير. وصنف ما يدل على جودة معرفته. وأخذ عن الإمام بطال بن أحمد الزكي. ولم يكن في آخر عمره نظير في جوده العلم وضبط الكتب بحيث لا يوجد له في آخر عمره نظير في الضبط.

قال الجندي أخبرني في جماعة ممن أدركه أنه كان لا يوجد إلا وعنده كتاب ينظر فيه ومحبرة وأقلام يصلح بها ما وجد في الكتاب من غلط أو سقط أو تصحيف وكانت وفاته بزبيد في سنة ثمانين وستمائة وعمره يومئذ سبعون سنة وجمعت خزانته من الكتب ما لم يجمعه أحد من نظرائه. ويقال أنه كان فيها مائة أم سوى المختصرات والله أعلم.

وفيها توفي الفقيه الكبير يحيى بن عبد الله بن الفقيه الكبير محمد بن يحيى. وكان فقيهاً محققاً ذا كرامات ومكاشفات وبه تفقه جمة كثير وقصده الطلبة من نواحٍ شتى وقصده فقهاءُ تعز. وكان رأسهم يومئذ أبو بكر بن آدم الجبرتي الذي تقدم ذكره فأَخذوا عنه البيان. قال الجندي وكانت وفاته على طريق البيت سنة ثمانين

<<  <  ج: ص:  >  >>