للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

نهار الجمعة الخامس من شهر صفر من سنة سبع عشرة وستمائة. وتفقه بابيه. وكان فقيهاً خبيراً كاملاً عارفاً ورعاً فاضلاً. واليه انتهت رئاسة التدريس بعد إيابه وكان ذا دين. وورع وزهد وفضل وكرم نفس درس في المدرسة الشرقية في جبلة وكان يطلع بلده أيام الحصاد فيقف شهرين هنالك. ثم يقطع من نفقته في المدرسة نصف الشهري بغيبته عن المدرسة. وإذا قبض ما يستحقه إنما يصرفه على المحتاجين من طلبة العلم. ولم يزل على أحسن سيرة إلى أن توفي في النصف من صفر من السنة المذكورة. رحمه الله تعالى.

وفي سنة تسع وسبعين كانت الفرحة السعيدة فاستدعى السلطان رحمه الله الأمر علم الدين سنجر الشعبي إلى محروسة زبيد. واستدعى كافة الأشراف الحمزيين إلى أبوابه السعيدة. فلم يصل منهم إلا الأمير جمال الدين علي بن عبد الله بن الحسن بن حمزة. والأمير عز الدين محمد بن الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام المنصور عبد الله بن حمزة. واعتذر الأمير صارم الدين داود بن الإمام. وسائر الشرفاء. فلم يزل الأمير عز الدين والأمير جمال الدين على الأبواب الشريفة بسبب الفرحة كما ذكرنا. فقبض الأمير صارم الدين داود بن الإمام عبد الله بن حمزة حصينهما. وكان لعز الدين تعز صعدة. فطلع الصاحب بهاء الدين محم بن اسعد العمراني محاكماً للأمير صارم الدين داود فحط بالجنان بالنون وكان الأمير صارم الدين بالمصنعة الجبل المطل عليها. فكانا يلتقيان على الثالث والرابع. والأمير علم الدين في صنعاء فلم يتم بينهم أمر ورأى الصاحبي من تعجرفهم وأدلالهم بكثرة عساكرهم وسوء فعالهم ما غاظه فكتب إلى السلطان يعلمه بذلك. فرد جواب السلطان يقول أن لم يدخلوا فيما قد شرطوه فانبذ إليهم وأشعرهم النقض فتوقف الصاحب عن النقض رجاء أن يعودوا ورجع إلى اليمن.

وفي هذه السنة استعاد السلطان حصن كوكبان من الخواليين بحصن ردمان واثنين وعشرين ألفاً. وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو الحسن أحمد بن أسعد الأصبحي الفقيه الخطيب وكان فقيهاً صالحاً ذا دين وصلاح وورع وكان خطيب القرية المعروفة

<<  <  ج: ص:  >  >>