عشر دنانير وكانت ثلاثين ديناراً فعتب التجار على القاضي بهاء الدين حيث لم يجعل الزيادة أكثر من ذلك وحملوه كان ذا سيرة محمودة.
قال الجندي أخبرني الخبير بحاله قال كانت سيرته أنه إذا صلى الصبح ذكر الله تعالى ساعة ثم يقوم إلى زيارة ترب الصالحين فيبدأُ بتربة الشيخ جوهر ثم ابن قيدر ثم بتربة ابن أبي الباطل ثم يقوم منها إلى مسجد أبان فيصلي فيه الضحى ثم يأْتي إلى مجلس الحكم فيعقد فيه ما شاءَ الله يقضي بين الناس ثم يدخل منزله فيقيل فيه ساعة ثم هذا دأْبه إلى أن توفي ليلة الخميس السادس من شهر رجب من السنة المذكورة وقبر في القطيع إلى جنب قبر القاضي محمد بن أسعج العيسي رحمه الله عليهما.
وفيها توفي الفقيه الصالح أبو الحسن علي بن محمد بن عثمان بن أبي الفوارس القيني نسبة إلى قين من عك تفقه في الجبل على الإمام بطال بن أحمد بن الركبي وأخذ عن علي بن مسعود وأبي حديد وغيرهما. وكان الفقيه إسماعيل كثير التكرر لزيارته. توفي في السنة المذكورة تقريباً قاله الجندي والله أعلم.
وفيها ولد الفقيه الفاضل أبو عمرو عثمان بن يوسف بن شعيب بن إسماعيل. وكان فقيهاً نبيهاً تفقه بالفقية صالح بن عمرو البرهي. وارتحل إلى حبأ فأَخذ عن عبد الله بن عمر ثم ارتحل إلى تهامة فأّخذ بها عن إبراهيم ابن علي البجلي صاحب شجينة. وأخذ عن إسماعيل الحلي ثم عاد إلى بلده وولي القضاء بها. وكان ميلاده لخمس مضين من صفر من السنة المذكورة ولم أَتحقق تاريخ وفاته والله أعلم.
وفي سنة تسع وثمانين توفي الأمير صارم الدين داود بن الإمام المنصور عبد الله بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة وكانت وفاته في من صفر وكان من وجوه الأشراف وصدورهم. وكان شاعراً صبيحاً ومن شعره قصيدة يمدح بها الملك المظفر ويسأَله خلاص ولده محمد وكان رهنهُ في قلعة الدملؤّة وهي التي يقول فيها