أحمد الأصبحي وجمع كثير. وكان لبسه القطن وتوفي في الجند في عشرة شهر ربيع الأول من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي أبو عبد الله محمد بن الحسين بن أبي السعود بن الحسن بن مسلم بن علي الهمداني. وكان مولده لليلتين من ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين وستمائة. وكان صاحب قراءات ومسموعات وغلبت عليه العبادة وكان من أكثر الناس تلاوة للقرآن مع الزهد والورع إلى أن توفي على ذلك ليلة الاثنين لخمس يقين من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الصالح عبد الرحمن بن سعد بن علي بن إبراهيم بن أسعد بن أحمد بجمعة والفقية عمر بن سعيد العقيبي أسعد بن أحمد. وكان مولده سنة ست وثلاثين وستمائة بعمه عمر بن سعيد ولزم مجلسه بعده وعكف عليه أصحابه. وكان كثير الحج والزيارة وهو أول من ادخل العزيز شرح الوجيز إلى الخيال ومنه أخذ الشيخ أبو الحسن الأصبحي عن أبيه وصحح به معينه. وتفقه به جماعة من أهل عصره. وكانت وفاته يوم الأحد لإحدى عشر ليلة خلت من المحرم أول شهور السنة المذكورة. وعمره يومئذ ثلاث وخمسون سنة قاله الجندي. والله أعلم.
وفيها توفي الفقيه البارع أبو العباس أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن يوسف بن أبي الخل. وكان مولده ليلة الأربعاء السادس عشر من شوال سنة ثمان وأربعين وستمائة. وتفقه بعمه صالح وتزوج ابنته وغالب تفقهه بالإمام إسماعيل بن محمد الحضرمي. وكان فقيه عصره فقيهاً محجاجاً غواصاً على دقائق الفقه عارفاً بأخبار المتقدمين صاحب فنون متسعة. ولما تحقق الملك المظفر كماله ونبله وفضله وعمله وأنه يصلح لقضاء الأقضية استدعاه إلى تعز فلما وصل تعز استدعاه السلطان إلى مقامه واستحضره فرأى رجلاً كاملاً فسأله أن يلي قضاء الأقضية بتهامة فاعتذر وسأل من السلطان الأذن في العود أي بلاده فأذن له فسافر من فوره. وكان قد اعترضه أَلم فلم يصل حيس إلا وقد أشفى فتوفي بها وقبر في مقبرة حَيس الشرقية على