يمين الخارج من حيس إلى قرية السلامة. وكانت وفاته يوم الأربعاء السادس من شوال من السنة المذكورة رحمه الله تعالى ويقال أنه مات مسموماً والله أعلم.
وفيها توفي الشيخ أبو الحسن علي بن عمر المعروف بالأَهدل. وكان كبير القدر شهير الذكر يقال أن جده محمد قدم من العراق إلى اليمن على قدم التصوف وهو شريف حسيني فسكن أجواف السوداء من وادي السهام وأولد هنالك. وكان ابن عمه هذا علي بن عمر محمد على طريقة مرضية وأختلف فيمن أخذ عنه اليد فقيل أنه مجذوب. وقيل بل صحب رجلاً سائحاً من أصحاب الشيخ عبد القادر الجيلاني يقال له محمد بن سنان الأحوزي وقيل بل رأَى أَبا بكر الصديق فصافحه وأخذ عنه يد التصوف. وقيل صحب الخضر عليه السلام.
قال الجندي وسمعت بعض أصحابه وذريته يقولون كان الشيخ يميل إلى تبجيل الاحوزي. ولما توفي على قدم السياحة إذ لم يزل ذلك دأبه خرج الشيخ علي بن عمر إلى أصحابه فنعاه إليهم وأمرهم بالاجتماع للصلاة عليه فاجتمعوا وصلوا عليه. وكان الشيخ صاحب تربية وكرامات وأحواله أكثر من أن تحصر. وكانت وفاتهُ في أثناء المذكورة تقريباً والله أعلم.
وفيها توفي الفقيه الصالح أبو القبائل عبد الرحمن بن الحسن بن علي بن عمر بن محمد بن علي بن أبي القسم الحميري. وكان من الرجال المعدودين وكان تفقه بأبيه ثم بالفقيه إسماعيل الحضرمي والقاضي عباس صاحب في المظفرية ثم الفصل إلى مدرسة ذي هريم ثم إلى الناجية. ثم لزم بيته بمعزية تعز وحصل عليه في آخر عمره مرض شديد وتطاولت عليه أيام المرض فأراد الطلوع إلى صنعاء لاعتدال هوائها فاكترى من رجل غريب وسافر معه فلما انفرد به في الطريق قتله وأخذ ما معه. وكان قتله في السنة المذكورة تقريباً والله أعلم.
وفي سنة إحدى وتسعين أخذ الملك المؤَيد جبال اللوز فطلعها في خامس المحرم كما ذكرنا. وقتل طائفة من عسكر الإمام وخرج الإمام هارباً في طريق متوعرة