للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

علي بن عبد الله مراسلة وخطاب في معنى الصلح على أن الملك المؤَيد يرجع إلى صنعاءَ وإن إتمام الصلح يكون في ظفار ولم يرد الأمير جمال الدين بذلك إلا الخديعة لأنه كان غير أهبة للحرب فرجع الملك المؤَيد إلى صنعاءَ وتجهز الأمير جمال الدين للمسير إلى ظفار واستصحب معه مشايخ البلاد وأكابرها. وجهز الملك المؤَيد وزيره الفقيه شرف لدين أحمد ابن علي بن الجنيد في خمسين فارساً من المماليك البحرية ومائتي رجَّال وما يحتاج إليه من الخام والمطابخ والآلة وجماعة من الجاندارية والبردارية فخرج من صنعاءَ وحط تحت ظفار في ورود ثم طلع إلى ظفار في جماعة من الجند وجماعة من الرجال وتحدثوا في أمر الصلح وأوجدوا الوزيران أن الأشياء تامة وما مرادهم إلا إصلاح أمرهم واستلحاق من تأَخر عنهم من أصحابهم مثل الأمير موسى بن أحمد بن الإمام والأمير جمال الدين عبد الله بن علي بن وهاس فكاتبوهما واستمالوهما فخالفا على السلطان أَيضاً ودخلا ظفار موكبين فاتفقوا جميعاً وحلف الكل منهم للأمير همام الدين سليمان بن القسم. فلما اتفقت كلمتهم اجتمعوا بالفقيه شرف الدين وقد كتبوا كتاباً بسبب الصلح. وتشرَّطوا فيه أشياء لم تجرِ بها عادة وقالوا نحن لا نصالح إلا على ما قد ضمنَّاه هذا الكتاب فأرسل به إلى مخدومك. فصدره الوزير إلى الملك المؤَيد فلما وقف على مضمونه أرسله إلى والده الخليفة فلما قرأَه الخليفة استنكره ولم يكن له جواب إلا خروج الأمر العالي إلى ولده الملك المؤَيد يأمره بالخروج في عساكره إلى البلاد الشهابية والحضورية وتجهز الأمير بدر الدين حسن ابن بهرام والفهد بن حاتم إلى ناحية صعدة فخرج الملك المؤَيد إلى البلاد الشهابية فأخرب منها عدة مواضع ثم نهض إلى ناحية حضور فأخرب فيها مواضع أيضاً في حارة الجبل ووصل الأمير تاج الدين محمد بن أحمد بن يحيى ابن حمزة بعسكر جرار نحو من ألفي راجل مادة للأمير جمال الدين علي بن عبد الله وخرج الأمير همام الدين سليمان بن القسم من ظفار فحط في موضع يسمى قسط من بلاد ابن وهاس قريب من الرحبة. فكان الملك المؤَيد يحاربهما تارة في رهقه وتارة في حبل حضور. وصبح بيت شعيب فأخذه قهراً بالسيف وقتل أهله ثم عاد إلى بلد ابن وهاس فأَخذ قرية بني

<<  <  ج: ص:  >  >>