للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

القديم واخرب البلاد وعاد إلى صنعاء في شعبان من السنة المذكورة. فوقع عقد ذمة في باب السلطان بالصلح بينهُ وبين الأشراف. وأَما جريدة صعدة فكان مقابلتهم الأمير نجم الدين موسى بن أحمد بن الإمام في نحو من ثلاثمائة فارس ما خلا الرجل فوقعت بينهم حروب حصل القتل في الفريقين ثم حصلت ذمة ثلاثة اشهر ثم نزل الملك المؤَيد إلى الأبواب السلطانية ونزلت رسل الأشراف لتمام الصلح وخرج الأمير علي بن عبد الله إلى ناحية المشرق فابتنى مصنعة تنعم وأجابه أهل المشرق قاطبة واتصل بالأمير سليمان بن محمد سليمان بن موسى وكان في ناحية ذمار وركن اليأس إليهم ووقع الفساد في البلاد فورد أمر السلطان بطلوع الملك الأشرف إلى البلاد العليا بسبب الصلح فتقدم إلى صنعاءَ فكان دخوله صنعاءَ يوم الاثنين العاشر من ذي القعدة من السنة المذكورة. فوصل إليه أهل المشرق قاطبة وكافة أهل حضور والأمراء الشهابيون وجاءَ بنو الراعي إرسالاً ثم خرج الأمير علي بن عبد الله من ظفار إلى ردمان فخرج أمر مولانا السلطان الملك الأشرف على الأمير بدر الدين محمد بن حاتم بالمضي إلى ردمان والمسير مع علي بن عبد الله إلى صنعاءَ. وقد كان الأمير تاج الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن حمزة وصل إلى الشريف علي ابن عبد الله وأَقام عنده في ردمان فنزلا معاً صحبة الأمير بدر الدين محمد ابن حاتم إلى الملك الأشرف بصنعاءَ. فلما وصلوا القلعة لقيهم الأمير صلاح الدين أبو بكر بن الملك الأشرف مؤْنساً لهم ومشرفاً. فلما صاروا قريباً من المدينة لقيهم الملك الأشرف بنفسه في عساكره وجنوده فسلموا عليه ودخل الجميع منهم تحت ركابه حتى وصلوا القصر السعيد فأكرمهم وقابلهم بالقبول ولم يبقَ أحد ممن شهر نفسه بالخلاف إلا وصل إليه رغبة ورهبة. وقال في ذلك أخو كندة يمدح الأشرف في قصيدة أولها.

هو في انتقاد البيض طب صيرف ... فتنحَّ عنهُ فربما لا يعرفُ

يرتاح من كل الملاح إلى التي ... في ثغرها بردُ يرف وقرقفُ

واسأَله عما شئت من أَلم الهوى ... يخبرك فهو المستهام المدنفُ

ما فارق العلمين حتى علما ... أجفانه كيف المدامع تذرفُ

<<  <  ج: ص:  >  >>