للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فوا الله ما تدنو أكاسر فارس ... إليه ولا تسمو تبابع حمير

ولو وزن الأملاك منهُ بخنصرِ ... لما وزنوا منهُ قلامة خنصر

أحامل أعباء الخلافة إذ وهت ... دعائم عباس وأركان حيدر

أقلني فلم اعثر وهبني لأَفرخ ... كزغب القطابين الأفاحص قعر

ولا تقف بي عمرو بن هند وطرفة ... ورأي أنوشروان في برز جمهر

وهب لي ذنباً قد أتيتك تائباً ... من الذنب واستغفرتك الذنب فاغفر

فلو إنني في الأبلق الفرد نازل ... لأدركتني أوم في قلال ذمرمر

وماذا يضر البدر أن طن تحتهُ ... بعوضة حس أو ذبابة مجزر

وما أنا قدر لا حبيب لطيء ... فأبقى ولا كنت الوليد لبحتر

ولست وإن خُوّلت ما لست أهلهُ ... بأفصح من أهل الزمان وأشعر

ليهن سراج الدين أن قد أنلتهُ ... مكانة فتح من خلالة جعفر

لك الخير فعل الخير في غير أهله ... لعمرك فعل غرسهُ غير مثمر

فهل لك من رام يفوّق ما رمت ... يداهُ وما يرمي بأفوق أزعر

أخافطنة أن يمنع النصف يحتسب ... غناءً وإن يُعْطَ النفاية يشكر

وانك إن أهملتني وتناسخت ... عليَّ الليالي من سنين وأشهر

أتاك وإن كنت الغني عن الذي ... يحيك بتفويف الصباغ المحبر

من اللاء ما غنى الوليد بل بلبل ... بهن ولم يخلع على ابن المدير

خوالد يفنى عمرَ لقمان عمرها ... ولقمان أفنى عمر سبعة أنسر

وحاشاك أن علي قصيدتي ... براقش أو تضحى كلمة جحدر

ومدائحه فيه كثيرة مشهورة. ومهم الفقيه سراج الدين أبو بكر ابن دعاس وكان شاعراً ماهراً فقيهاً نبيهاً نحوياً لغوياً. وكان أحد جلساء الخليفة وخصيصاً بهِ. وكان الخليفة رحمهُ الله يثني عليهِ ويفضلهُ على ابن حمير ويقول إنما ابن حمير ويقول إنما ابن حمير صاحب خلاعة. وكان ابن دعاس المذكور متوسعاً في العلم. وكان من أهل زبيد

<<  <  ج: ص:  >  >>