هو سهل أَو ممتنع وهل فيه طريق يفضي إلى باب عدن أم لا. ففكر الصياد أن فيه طريقاً يصل الإنسان منها إلى باب البلد فقال له تقدر أن تأخذ معك عسكراً وتسير بهم إلى الموضع الذي ذكرت قال نعم. فكتم السلطان أمره واستوقفهُ عنده. فلما كان بعد صلاة المغرب أرسل معهُ من أجواد الرجال ثلاثمائة رجال وأوصاهم أن لا يظهروا حتى يروا السلطان بالقرب منهم فساروا صحبة الصياد. ولما أَصبح الملك المؤَيد جمة عسكره وتوجه نحو الباب. وكان الوالي قد جمع عسكراً من داخل البلد لحفظ الباب. فلما قرب منهم الملك المؤَيد وتأَهبوا لقتاله ثار عليهم أولئك الرجال وصاحوا من رأْس الجبل ونزلوا إلى الباب فملكوهُ وهرب الوالي وعسكره إلى داخل المدينة وصاحوا الأمان الأمان فأذم عليهم السلطان واستدعاهم إلى عنده فخرج إليه الوالي والنظار وأعيان البلد وصدور التجار رغبة ورهبة فاستولى على عدن ولم ينلها من أرباب الطمع أحد ورجع إلى الأجنة وهو في أشد ما يكون من الفرحج وجعل يتمثل بقول الشاعر
إذا لم يكن إلا الأَسنة مركباً ... فلا رأْي للمضطر إلا ركوبها
ثم تقدم السلطان إلى لحج وأبين فاستولى عليهما وامتلأَ اليمن هيبة منه وقلوب الناس محبة له. فلما سمع السلطان الملك الأشرف ما كانه مه في عدن ولحج وأَبين وإن الناس مالوا إليه كما يميل الحديد إلى المغناطيس جهز ولده الناصر في ثلاثمائة فارس فساروا إلى الراحة ووقف فيها. ووصل الشريف جمال الدين علي بن عبد الله من البلاد العليا فجهزه السلطان الملك الأشرف في خيل والحقه بولده الناصر. ثم طلب الجيوش من صنعاءَ وغرها وجهز ولدي الأمير شمس الدين أردمر نجم الدين وبدر الدين. فكثرت الجموع وتأَلبت الخيل من ناجية. ولم يكن يومئذ مع الملك المؤَيد إلا عسكره الذي وصل بهِ من الشحر وجماعة من الجحافل مقدمهم عمر بن سهيل.