وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل أبو محمد عبد الله بن عبيد بن أبي بكر بن عبد الله البلعاني وكان فقيهاً فاضلاً ولد في شهر ربيع الأول من سنة إحدى وستمائة. وتفقه بعلي بن قاسم الحكمي صاحب زبيد وعمر بن مفلح فقيه أَبين وبأحد الوزيرين ودرس في معزية تعز في النجاحية. وعنهُ أخذ جماعة من أهل تعز وغيرها. وإثنى عليه الفقيه عفيف الدين عثمان الشرعبي في تعليقته. وكانت وفاته نهار الخميس الرابع عشر من شعبان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الصالح عبيد بن أحمد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود بن عليان الزحمي وكان فقيهاً عارفاً. ولد يوم الثاني من ربيع الآخر من سنة اثنتي عشرة وستمائة وتفقه بالفقيه. وبعلي بن الحسين الأصابي وبمحمد بن يحيى بن إسحاق وابن أخيه يحيى بن أبي بكر بن إسحاق وغيرهم.
ويروى عنه رحمه الله أنه قال رأَيت ليلة إني سائر في طريق فوردت على ثلاث طرق يمناهن متسعة ويسراهن ضيقة والتي بينهما بين بينِ فتحيرت أيهن أسلك ثم قوي عزمي على سلوك الوسطى فلما صرت فيها لقيني رجل فقال أتدري ما الطريق قلت لا. قال أم الكبيرة فطريق ابن حنبل والوسطى طريق الشافعي والثالثة طريق مالك. ثم ارتحل إلى زبيد فاخذ بها الفرائض عن سعد بن معاوية والتنبيه عن الفقيه علي بن قاسم فقيه زبيد وسمع البيان عن عبد الله بن يحيى. ولما حج أخذ في مكة عن ابن النعمان التبريزي وتفقه به جماعة من بلده. وكانت وفاته فجأّة ليلة الاثنين لثمان بقين من صفر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الصالح سبأ بن عمر الدمني. وكان فقيهاً صالحاً حبراً قرأّ القرآن للسبعة القراء حتى أتقن. وكانت قراءَته على رجل من صهبان وأخذ كتب الحديث عن عبد الله بن أسعد الحديقي وتفقه. ثم قدم عدن فترتب في مسجد السوق صاحب المنارة. وكان يقرأ فيه القرآن والحديث وعنهُ أخذ أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد الحارزي كتاب البخاري ومسلم وامتحن في آخر عمره بكفاف بصره. وكانت وفاته في شهر رمضان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.