حشيش وإسحاق الطبري. وعنهُ أخذ غالب فقهاء تعز كتب المسموعات كالبخاري ومسلم. وغالب كتب الحديث. وكانت كتبه محققة مضبوطة عند الفقهاء المحققين. وكانت وفاتهُ في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الصالح الإمام أبو محمد عبد الله بن عمر بن سالم الفائشي. وكان مولده سنة تسع وخمسين وستمائة تقريباً. قالهُ الجندي وكان فقيهاً فاضلاً مقرئاً نحوياً له معرفة جيدة في الفقه والقراءات والنحو ولهُ مصنف جيد نحا فيه نحو البابشاذية سماه اللوامع. ولهُ يدُ في الأصول واللغة والحديث. وسافر إلى أبين فاخذ بها عن محمد بن إبراهيم وعن ابن الرسول. ثم سافر إلى تهامة فأخذ بها عن الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل.
قال الجندي ثم قدم علينا الجند فاخذ عنه أربعين الإمام بطال بروايتها لها عن التهامي بن بطال مصنفها. قال وكان أوجه أهل البلد ديناً وعلماً. فلما مرض واشتد به المرض دخل عليه جماعة من الفقهاء يزورونهُ فدعوا لهُ فجعل يوصيهم بتقوى الله وكلما دعوا لهٌ بالعافية أعرض عن ذلك. فقالوا لهُ أنا نجدك في عافية وكلامك كلام من قدآيس من العافية وأيقن بالموت فقال إني رأيت الباحة أن سقف بيتي هذا كشف حتى رأيت السماء ونودت مها اقدم يا فقيه من باب الترحيب ونوديت باسمي واسم أبي أقدم مرحباً بك فعلمت أن أجلي قد دنا. فتوفي وهو على تدريس النجمية يوم الأربعاء لإحدى عشر ليلة خلت من شعبان من السنة المذكورة رحمهُ الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو عبد الله بن عمران الخولاني. وكان فقيهاً مقرئاً محدثاً. ولد سنة إحدى وستمائة. وقرأ القرآن بجياً والفقه والحديث على عشرين شيخاً. أكثرهم أخذاً عنهُ حسن بن راشد وأبو بكر بن ناصر. وكان الغالب عليه المسموعات والإجازات. وحج ثلاث سنين ودرس في مصنعة شير وفي الجند. وكان مسكنهُ في الجهة عزلة يعرف بريد براءٍ مكسورة وياءٍ مثناة من تحتها وآخر الاسم دال مهملة. وكان فقيهاً شخياً عالي الهمة. وتوفي في العزلة المذكورة ليلة الاثنين