لسبع خلون من شهر رمضان من السنة المذكورة رحمهُ اللهُ تعالى.
وفيها توفي الفقيه الصالح أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن علي ابن إبراهيم بن أسعد الهمداني يجتمع مع الفقيه عمر بن سعيد العقيبي في أسعد بن أحمد. وكانت له قراءات وسماعات وإجازات واشتغل عن العبادة وكان مشتغلاً بالفقه والدين من الصلاة والصيام والزكاة والحج. وارتحل إلى تهامة فاخذ بها عن الفقيه إسماعيل بن محمد الحضرمي.
قال الجندي وعليه قرأت الأربعين سريع الدمعة. ومتى سئل الدعاء مد كيفه ودعا وهو يبكى واستولى رأسه لموضع بعد ابن عمه عبد الرحمن المذكور أولاً. ولم يزل على حالٍ مرضي إلى أن توفي يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة رحمه الله. ولما بلغ خبر وفاته إلى الفقيه الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الأصبحي طلع الذي عقيب وحضر دفنه وأقام هنالك يوماً أو يومين بسبب القراءة على تربته ثلاثة أيام. فبلغه خبر وفاة القاضي بهاء الدين الوزير محمد بن أسعد العمراني المذكور أولاً فسافر من هنالك إلى المصنعة يعزي. وقرأ بعض أيام القراءة ثم عاد إلى بلده رجمهُ الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أسعد محمد بن موسى العمراني. وكان فقيهاً فاضلاً درس مدة في جامع المصنعة قال الجندي وعنهُ أخذت بعض كافي الصردفي والمهذب وبعض مصنعة في الرقائق وهو كتاب سماهُ: جامع أسباب الخيرات. ومثير عزم أهل الكسل والفترات. وهو من احسن كتب المتعبدين. ولهُ مختصر سماهُ البضاعة. في فضل صلاة الجماعة. قال وهو من المختصرات البديعة في ذلك. والتبصرة في علم الكلام. وشرح التنبيه شرحاً شافياً لائقاً اجمع الفقهاء على سماعه بعد فراغه من جميع فقهاء الجبال. وكان فيهم عدة من أكابر العصر قال وسمعت عليه بعضه وقرأت عليه جميع مصنفه الذي سماه البضاعة وإيضاح الأصبحي. وكانت وفاتهُ في شهر شوال من السنة المذكورة رحمهُ الله تعالى.