كذبه وفساد مذهبه. فخرج هارباً من بلد إلى بلد ثم كانت وقعة عُصْرٍ بين الأمير بدر الدين حسن بت علي بن رسول وبين الشريف عزّ الدين محمد الإمام المنصور عبد الله بن حمزة فجمع الشريف عزُّ الدين جموعه من الخيل والرجل. فكانت خيلة سبعمائة فارس وكان رجله ألفي راجل. فقصد بِهمْ صنعاءَ بعد خروج الأمير بدر الدين منها إلى ذرْوان ممداً لأخيه نور الدين بعد الهزيمة. وكان خروج الأمير بدر الدين من صنعاء إلى ذروان يوم الأحد السادس عشر من رجب سنة ثلاث وعشرين وستمائة. فوصل ذروان يوم الاثنين أسابع عشر من الشهر المذكور. فلما بلغه العلم بخروج الشيف عز الدين إلى صنعاءَ ورجع معه أخوه نور الدين على الفور فوصلوا وقد وصل الأمير سالم بن عليّ بن حاتم والأمير عُلْوان بن بشْر بن حاتم إلى صنعاءَ في خيل ورجل من ذمرمر والعروس وحفظوا المدينة. وقد حط الأمير عزُّ الدين في عُصر وتجهز للقتال. ونزل قاصداً صنعاءَ فخرجت الرتبة ومن معها من همذان. ووقع بينهم الطراد بكرة يوم الأربعاء السادس والعشرين من رجب المذكور فاقتتلوا إلى وقت الغداة. وبيناهم في القتال إذ وصل الأمير بدر الدين وأخوه نور الدين ومن معهما. والناس متلازمون في القتال. وقد وقع القتل في الفريقين وكلُّ حافظ لأصحابه. فدخل الأميران القصر وتغذى الناس على السماط. ثم قال الأمير بدر الدين. نستريح أولاً ثم ندخل الحمام أن شاءَ الله ثم نخرج. فوفقوا في القصر قليلاً ثم دخلوا الحمام فلما خرجوا منه حرك الرياح واجتمع العسكر الذين وصلوا معهما وهم مائة فارس يزيدون قليلاً أو ينقصون قليلاً. فلما خرجوا من الباب وقف نور الدين في بعض الخيل ذكراً وفئة يرجع الناس إليه أن انهزموا. وتقدم الأمير بدر الدين في الباقين والناس متلازمون في القتال. فرتب أصحابه وحرضهم على صدق القتال والتفت فيهم يمنياً وشمالاً وقال: هَيّ هَيَ. فقالواك هيّ هيّ. وكان هذا شعاره في عسكره
وحمل في القوم وصمم فيهم. وحمل سائر أصحابه وصمموا معه. ومنحهم الله النصر والظفر فانهزم جيش الأشراف ولم يقم منهم أحد وولوا