ونور الدين والبدر المرجى ... ليوث الحرب في يوم الصدام
وخيلهم إلى مائة وعشر ... وهم ما بين رُمَّاح ورامي
فماذا تصنعون إذا اَّلَّمت ... جنود الملك في يمن وشام
ولاحت راية المسعود فيها ... كلائحة على أرحام طام
هنالك تندمون ولا محيص ... إذا حُمَّ القضاء لدى الحمام
فإن تقبل نصيحة ذي واداد ... فإن النصح من شيم الكرام
أتيتم طائعين إلى مليك ... شريف النفس ذي منن جسام
فتى هُزّت بنو أيوب منِهُ ... حسامُ مَصىً يفُلُّ شبا الحسام
وقُلّدت الأمور إليه لما ... غدا لا بالدَّدان ولا الكهام
وقالت عند ذلك قول فذّ ... أديب شاعر حسن النظام
فأعظ القوس باريها ودعها ... فقد أَودعتها في كف رام
فذبَّ برأُيه والسيف عنهم ... وقام بملكهم أوفى قيام
فأجابه عز الدين محمد بن الإمام المنصور عبد الله بن حمزة بن سليمان أبن حمزة يقول
أمن برق تأَلق بابتسام ... أرقت ولم تذق طعم المنام
لذكر الوصل أو لفراق غيد ... تضيءُ وجوهها جنح الظلام
رعى الله الديار وساكنيها ... وروّى ربعها صوب الغمام
فلا تعجب لتذكاري فإني ... ذكرت منازل الحي الكرام
واعجب من تذكر وصل هند ... كتاب جاءنا من ملك نام
سليلهم المتوّج أرضعوه ... لبان المجد من قبل الفطام
وأودعه السلام فلا عدمنا ... أنامل نممت أزكى سلامي
ويخبر عن طراد الخيل قولاً ... أحقاَ ما يقال من الكلام
بأن جموعنا طارت شعاعاً ... وولَّت لم تكرّ ولم تحامي