كتب الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ولا كتب الشيخ أبي حامد الغزالي فاخذ الناس عنه الحاوي الصغير وغيره. ويقال أنه كان مدرساً ببغداد ومعيداً ولما وقف على كتاب المعين تصنيف الفقيه علي بن أحمد الأصبحي اعجب به واستنسخه وقال ما كنت أظن أن مثل هذا يوجد في زماننا ثم لم تطب له الإقامة في اليمن فاستأذن في السفر إلى عدن وسافر إلى عدن هذه السنة المذكورة سنة سبع وسبعمائة فذكروا أن المركب الذي سافر فيه غرق والله أعلم.
وفيها توفي الفقيه الفاضل الخضر بن عبد محمد بن مسعود الحبي نسبة إلى قبيلة من خلان يعرفون ببني حبي وكان فقيهاً مرضياً تفقه بأحمد بن سليمان الحكمي وأخذ عن محمد بن عمر بن علي الساعي وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الصالح صالح بن أحمد بن محمد بن يوسف بن أبي الخل وكان فقيهاً كبيراً عالماً وعاملاً ورعاً كثير الصيام والقيام وكان يقو لدرسته لا تأتون إلا في وقت كراهة الصلاة لأنه كان لا يمل الصلاة ليلاً ولا نهاراً تفقه بعمر بن علي الساعي. وكان غالب أيامه صائماً لا يفطر غير الأيام المكروهة للصوم وكان راتبه في كل يوم وليلة ألف ركعة. وامتحن في آخر عمره بالعمى فكان يعرف الرجل الداخل عليه قبل أن يتكلم. وكانت وفاته في السنة المذكورة بعد أن جاوز عمره سبعين سنة رحمه الله تعالى.
وفي السنة المذكورة توفي الفقيه البارع أبو عبد الله محمد عمر بن علي بن محمد الخزرجي الأنصاري الساعدي نسبة إلى ساعدة بن كعب بن الخزرجي. وكان مولده سنة تسع وثلاثين وستمائة. وتفقه بعلي بن ابن إبراهيم النحلي. وكان أول من لزم مجلسة. وكان الفقيه عمر بن إبراهيم زميله في القراءة وهو من أتراب محمد بن حسين من أهل عواجه. ودرس هذا محمد بن عمر في جامع المنكسة. وهو جامع أحدثه السلطان الملك المظفر يوسف بن عمرو جعل فيد مدرساً ودرسة. ولم يزل هذا محمد بن عمر على التدريس به إلى أن توفي إلى رحمة اله تعالى يوم التاسع