وذلك حين طال الحصار على الطهرين ولم يتصل المقدمون إلى غرض فوصل السلطان إلى الجاهلي يوم الثالث والعشرين من رجب وتسلم الطهرين يوم الرابع والعشرين من رجب. ونقل المحطة والمنجنيق إلى شمسان وتواتر القتال عليه ورماه بالمنجنيق فعمل فيه المنجنيق عملاً عظيماً.
وكان الملك المظفر والصاحب موفق الدين ينزلان لحضور الزحفة عليه وتطاول عليه القتال إلى النصف من شعبان. ثم سلمهُ صاحبه وبعد تسليمه وصل الأمير تاج الدين إلى المحطة. وقد كان وصل قبله الأمير ابن وهاس وصاحب ثلا وعساكر اليمن الأعلى حتى امتلأت حجة بالعساكر. وتوسط ابن وهاس في الصلح لصاحب جراف. فعاد إلى الخدم السلطانية ورهن ولده وتوسط أيضاً في صلح الإمام محمد بن مطهر على تسليم عزان وبراش ثم رجع السلطان من حجة. وكان انفصاله عنها يوم السبت التاسع عشر من شعبان. فدخل المهجم يوم الثالث والعشرين منه. وخرج من المهجم يوم الخامس والعشرين منه متوجهاً إلى زبيد. فأقام بها وصام شهر رمضان وعيَّد العيد بها.
وفي اليوم السادس عش من شوال وصل الأمير تاج الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن حمزة إلى الأبواب السلطانية بزبيد بعد الامتناع الشديد والمرام البعيد. فأكرمهُ وأتحفهُ وانصفهُ. ولك يكن قبل ذلك وصل إلى السلطان. وكان من أعيان الشرفاءِ ورؤَسائها. وهو صاحب الحصون الغربية كحلان والطويلة. وعدة حصون كثيرة من الحصون الصغار. فعامله السلطان بأنعامه. وأفاض عليه صيّبِ إكرامه. وتوجه الركاب العالي إلى بحر الأهواب على ساحل زبيد. فركب الفيل عند دخوله الغارة. وأردف الأمير تاج الدين خلفه. فارتاع قلب الشريف من ركوب الفيل.