للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

في كل عود من سواجع طيرها ... عود يريك اللحن من نغماتها

فخرت بها ثعبات أمصار الورى ... بجميل منظرها وجل صفاتها

وسمت بعينيها وحسن نباتها ... وتسلسل الأنهار في بحراتها

فلذا بها الطاووس فرَّق ريشهُ ... فشياته في العين مثل شياتها

ما سعت بوار وغوطة ... يوماً بأزهى من بها غوطاتها

بنيانها من عسجد ومياهها ... من فضة تجري على حافاتها

وبها مشيد المعقليّ فكم به ... من صنعةٍ فخرت بحسن ثباتها

قصرُ يقصّرُ عن لحاق كماله ... باهي النجوم إذا سمت بسماتها

هذي المنازل لا منازل غيرها ... في حسنها الباهي وفي حسناتها

فلكُ به الملك المؤَيد طالعُ ... كالشمس كاشفة دجى ظلماتها

فلك به الأفلاك جامدة على ... مجرى بما يختار من حركاتها

متعوّد بذل النوال لقاصد ... والنفس جارية على عاداتها

أيامهُ للقاصدين مواسمُ ... وبواسم عن فضلها وهباتها

ملكُ لهُ في العلم أو في غايةٍ ... أَرْبت على الأملاك في غاياتها

بذ الملوك أبو المظفر في العلى ... لما علت هماته هماتها

حازت مناقبهُ شتات فضائلٍ ... فلذاك أضحى جامعاً لشتاتها

يلقى أعاديه كتائب جيشهِ ... والنصر معقود على راياتها

لم تلقَ أن شاهدت ضوء جبينه ... خططاً من الأيام في نكباتها

أيامهُ مخلوقة لهباته ... مقصورة أَبداً على لذاتها

وهذه قصيدة طويلة هذا عنوانها ولما فرغ بناء المعقلي في التاريخ المذكور أمر السلطان ببناء قصرٍ ثان في بستان صالة وتوجه إلى محروسة زبيد يوم الرابع من جمادى الأولى فأقام بها نصف شهر وتوجه نحو مدينة المهجم فأقام بها إلى يوم الثلاثاء التاسع عشر من شهر رجب وسار إلى حجة في جيش أجش

<<  <  ج: ص:  >  >>