للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

القاهرة ببلد المحاسنة وأخذ رهائن أهل الشريفين وتوجه نحو الشرف الاسفل يوم الحادي عشر من شهر ربيع الأول فحط بلقحاح وتسلم في يومه ذلك حصن القفل وكان في يد ابن مقرعة مولى الشريف إبراهيم بن قاسم واجتمعت عساكر الشرفين مع العساكر السلطانية فكان الجميع خمسة آلاف فقصد بهم الأمير عماد الدين جبل الساهل وهو من أحرز الجبال وامنعها. وكان عند الشريف يحيى بن أحمد القاسمي يقاتل منه فجعل الشريف عماد الدين بني عمه في عسكر العرب أول الناس. وسار في العسكر السلطاني آخر الناس فلم يلقهم دون حصن أصاب أحد من الناس فحط عليه وأّخذه واستولى على حصن الناصرة وسار نحو جبل المسهلة فدخل الشريف يحيى بن أحمد القاسمي رعب عظيم. وطلب الصلح على تسليم حصن العروس وهو مستقر الشريف حيث أمواله وطعامه وحصن شمسان وحصن السمول ولم يبق في يده إلا المنصورة فانتقل إليها وسلم ولده رهينة في نزوله إلى الباب الشريف السلطاني. فلما صفا الشرف الأسفل ولم يبق فيه إلا حصن المسولة للأَشراف أهل جبل الحرام. ومنهم بالباب محمد بن علي وأخوه يطلبان بيعها على السلطان. فحط عليه الأمير عماد الدين في العسكر المنصور ثلاثة أيام فسلمه أصحابه بألفي دينار وطلوع الشريفين من الباب. وجاءَت البشارة إلى السلطان وقد اشتراه الصاحب من الشريفين بخمسة آلاف وإفراس وكساوي فَسُرَّ السلطان بأَخذه وأبطل ما شرع فيه الصاحب. وسار الشريف عماد الدين إلى الشرف الأعلى.

وفي يوم الاثنين السادس عشر قتل الأمير سيفد الدين طغريل قتله الأكراد في ذمار وكان على باب المدينة في قصر السلطان. وكان قد طلب جريدة من الباب فطلعت إليه جريدة جيدة بسبب تسليم القطع التي في البلاد فتوهموا أنه يريد القبض عليهم فقصدوه لغر الليل فاتاه النذير في تلك الليلة مراراً فضيع الحزم. وكان أمر الله قدراً مقدوراً. فلما عزموا على قتله اجمعوا وخرجوا من المدينة فقصدوا محطة عسكر صنعاء فعقروا خيلهم وساروا نحو القصر فأَخذوا الإسطبل فجاءهم عسكر السلطان من المماليك البحرية وغيرهم فكسروهم وطردوهم عن القصر إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>