للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

باب المدينة. ورجعت المماليك إلى الأمير سيف الدين وهو في القصر وسألوه الخروج إليهم فامتنع ولم يحفل بهم فتفرق العسكر عنه ثم قصده الأكراد فحاصروه إلى بعد طلوع الشمس فخرج إليهم على ذمة فقتلوه معه صهره وهو أستاذ داره وكاتبه ووالي ذمار وأربعة من مماليكه. فكان جملة من قتل معه ثمانية نفر وهو تاسعهم ونهبوا المحطة وما فيها من جمل وعدد وهرب من هرب سالماً. ولما وصل العسكر إلى السلطان وقد أخذت خيولهم وعددهم وأثاثهم عوضهم السلطان عما فات.

وجهز العسكر مع الأمير شجاع الدين عمر بن القاضي العماد وهو يومئذ أمير جاندار وسير الأمير عباس بن محمد نحو صنعاء على طريق تهامة وحجة ومعه مال جيد استخدم به عسكراً فتأَني ابن العماد في مسيره حتى خرج عباس من صنعاء وفيه الأمير علم الدين حمزة بن أحمد والأمير بن وهاس وصاحب ثلا وهمدان وعيال شريح وغيرهم فكان دخولهم هم وابن العماد ذمار في يوم الأحد وقد انحازت الأكراد إلى الوادي الحار واستولوا على حصن هزان وشحنوه ورتبوا فيه جماعة فقصدتهم العساكر إلى الوادي فقاتلوهم ثلاثة أيام فقتل في يوم منها ثلاثة من الأكراد وأُخذت خيلهم. ثم تفرقت الأكراد في كل ناحية وخرب العسكر المنصور أموال الفضل بن منصور وعاد العسكر إلى ذمار فتوجه الأشراف نحو بلادهم وأَقام الأميران بذمار. وحصلت المكاتبة والمراسلة بين الأكراد والإمام بن مظهر فأَجابهم وسار إلى بلدي شهاب وطلب الأكراد إلى هنالك فأجابوه وسار عباس بعسكر صنعاء إلى صنعاء وسار الأكراد والإمام وغيرهم إلى قرن عنتر فأَخذوه قهراً وقاتل من كان فيه وكان فيه نحو من مائة رجل. وأخذت العرب بيت برام وبيت ردم. وقاهر حضور وردمان بني خوال وزحف الإمام على صنعاء آخر شهر رمضان. وكان الأمير عباس قائماً بعض العسكر بن بستان السلطان ورجعوا ورجع الإمام إلى حدة وسباع فأقام بها هنالك وكان معه من الأكراد وغيرهم نحو من مائة فارس وتابعت الإمداد نحو صنعاء ثم طلع السلطان بنفسه النفيسة فلما وصل ذمار جعل رحيله من ذمار صبحاً فأمسى على باب

<<  <  ج: ص:  >  >>