للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

صنعاء فلم يطمع الإمام في معاودة القتال عليها.

وفي شهر شوال خالف الشرفاء إلى شمس الدين في صعدة واخرجوا إليها الكردي وسيروه على طريق حوض فغضب السلطان وجهز ولده الملك المظفر إلى قاع بيت الناهم. فحط هنالك يوم السادس من ذي القعدة ولوقته سار إلى بيت حبيض فاستولى وظهرت عساكره على الإمام ابن مطهر بجدة فانهزم هو ومن معه من الأكراد طريق الحارة إلى حافد ثم طلعوا إلى سبا وكان الميعاد بين السلطان وولده الملك المظفر إلى يوم الثلاثاء بان يركب العسكر السلطاني من صنعاء إلى حدة فاستعجل الملك المظفر آخر نهار الاثنين فكانت عجلته سبباً لسلامة ابن مطهر والأكراد ولكل اجل كتاب.

وفي أول ذي القعدة نقض الأمير تمام الدين الصلح الذي بينه وبين السلطان وكاتب آل شمس الدين باللقاء والاتفاق وأقام الإمام محمد بن مطهر بجبل رهقة والأكراد في الروبة والملك المظفر في محطته في قاع بيت الباهم مدة نصف شهر وعامل محمد بن الذئب الشهابي في الإمام والأكراد فطلع العسكر الجبل فانهزم الإمام والأكراد ثم نزلوا طريق مفحق وافترقوا من هنالك فسار الإمام نحو ذروان. ثم سار نحو ظليمة فعيد بها عيد الأضحى وسار الأكراد نحو طوران ثم وصل الأمير علي بن موسى إلى الإمام محمد بن مظهر ووصل معه آل الإمام فقصدوا الشريف لما بلغهم من تأَخر الفقيه على العسكر وافتراقهم من أَجل ذلك. فطلعوا من طريق كحلان فركز لهم الأمير عماد الدين فعادوا خائبين نحو الظاهر وقصدوا القنة وليهم الأمير همام الدين إلى هنالك فحطوا عليها ثلاثة أيام ثم افترقوا ورجع الأمير همام الدين ظفار وسار الإمام محمد بن مطهر والشريف علي بن موسى إلى صعدة.

وفي غرة ذي الحجة أمر السلطان بالقبض على الشريف جمال الدين عبد الله بن علي بن وهاس وولديه داود والمؤَيد بصنعاء. واحتج عليه بأُمور أوجبت ذلك وسير العساكر مع عباس بن محمد للمحطة على حصنه عزان وسير معه المنجنيق وعيد السلطان عيد الأضحى في صنعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>