ودموع عيني في المحاجر كالمطر ... يا من لعين قد اضربها السهر
وأضالع جُدْب طوين على الشرر
وكانت وفاته مبروقاً يوم الحادي عشر من ذي الحجة من السنة المذكورة والله أعلم.
وتوفي الفقيه الفاضل أبو الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله بن عمران المتوجي بضم الميم وفتح التاء والواو ومع التشديد وجيم قبل ياء النسب. وكان مولده سنة ست وأربعين وستمائة بمخلاف شيبة. ثم سار إلى تعز فدرس فيها في المدرسة العمرية. وكان يغلب عليه العزلة والانفراد والعبادة وكلفه دين عظيم. فارتحل إلى عدن بسبب قضاء دينه. فأدركته منيته هنالك فتوفي بها يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الشيخ الرئيس محمد بن بطال بن محمد بن بطال بن أحمد بن محمد بن سليمان بن بطال الركبي نسبة إلى قبيلة كبيرة يقال لهم الركب من ولد أنعم بن الأشعر يسكنون مواضع كثيرة في عدة نواح من اليمن كان جده محمد بن بطال يخدم السلطنة. وتولى ناحية المفاليس مدة فلما هلك تولى بعده ولده بطال بن محمد فأقام مدة في ولايته ثم قتله بعض بني عمه وكان ولده هذا محمد بن بطال رهينة في الدملؤَة عند خادم يقال له ياقوت فأقامه مقام أبيه وولاه الجهة فقوي أَمره به واكتسب أَموالاً وصحب أعيان الدولة فقوي بذلك أَمره واستمر على ذلك دهراً طويلاً فهرب منه الذين قتلوا أَباه وكان يحب الرئاسة ويتقرب إلى الرؤُساء من أهل الدين والجنيا إلى أن توفي وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.