وفي هذه السنة توفي الفقيه الصالح عبد الرزاق بن محمد الجبرتي الزيلعي ويقال أنه شريف النسب. وكان فقيهاً فاضلاً من أهل المروءة والدين محباً في السعي في قضاءِ حوائج الأصحاب راغباً في ذلك. ودرس بالناجية في مدينة تعز وتفقه بمحمد بن عباس وعلي بن أحمد الجنيد. وكانت وفاته في صفر من السنة المذكورة. ويروى أنه لما حُمل نعشه وساروا به نحو المقبرة جاءَ طائر من الهواء فدخل في أكفانه ولم يُرَ بعد ذلك والله أعلم.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل أبو عبد الله محمد بن الفقيه عبد الرحمن بن الفقيه يحيى بن سالم وكان فقيهاً عارفاً بالفقه والأصول ذكيّاً درس بعد أبيه وصحب الفقيه أبا بكر بن محمد بن عمر بن اليحيوي مدة طويلة فنال مالاً جيداً وبسببه جعل أمر المدرسة إليه والى أهله وأبعثهُ الملك المؤَيد سفيراً إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقوم حماز علي أبي نمى صاحب مكة لأمر كان بينهما فلزم أبو نمى وصادره هو وصاحبه بمال فاقترضوا من حجاج اليمن وعادوا. قال الجندي وأظن ذلك كان في سنة ثمان وتسعين وستمائة. وكانت وفاته في سنة عشر وسبعمائة بعد أن اتسعت دنياه اتساعاً كبيراً والله أعلم.
وفيها توفي الفقيه أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد ابن أبي القاسم بن أحمد بن أسعد نسبة إلى عرب يسكنون جارة يقال لهم بنو خطاب. وكان مولده سنة ست عشرة وستمائة وتفقه بابن ناصر المذكور أولاً. وكان فقيهاً محققاً مدققاً سكن قرية من مخلاف جعفر يقال لها منزل جديد بفتح الجيم وكسر الدال المهملة. وامتحن في آخر عمره بالعمى وتوفي على ذلك في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله ولد صاحب المقداحة. وكان خرج في حياة أبيه قاصداً السياحة والتعبد فبلغ مدينة ظفار