للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوجه السلطان من صنعاء إلى محروسة تعز يوم الخامس والعشرين من صفر وترك في البلاد الصنعائية الأمير أسد الدين محمد بن حسن بن نور مقطعاً بها.

وفي هذه السنة المذكورة تسلم الأمير عماد الدين إدريس بن علي حصن المفتاح مضافاً إلى ما تسلم من حصون الشرفين وسلم الجميع إلى نائب السلطان. وهو حسن بن الطماح بن ناجي وقد ولاه السلطان جهات الشرق.

وفي السابع عشر من جمادى الآخرة تقدم الركاب العالي من محروسة تعز إلى محروسة زبيد.

وفي هذا التاريخ اصلح الأكراد ودخلوا في الطاعة بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وبذلوا الطاعة من أنفسهم ولجئوا إلى الحرم الشريف متفيئين ظلاله مستمطرين نواله فعادت الشنشنة الرسولية عليهم بالإقبال واستقر الحال على بقاء هزان بأيديهم واستخدم من أراد الخدمة منهم وتسلم خمس رهائن.

وفي هذه السنة أقطع السلطان الأمير جمال الدين نور حسن بن نور الأعمال الصعدية والجوفية والجثة بتهامة وعوض الأمير عماد الدين عن الجثة بالقحمة.

وفي جمادى الآخرة سار الإمام محمد بن مطهر يريد لقاء الأكراد وقد طلبوه فوصل برأْس الناقر وأَقام ينتظرهم فبدأَ لهم في الصلح فاصلحوا السلطان على أنفسهم فرجع الإمام إلى ورور وطلع السلطان من زبيد إلى تعز في آخر ذي القعدة من السنة المذكورة.

وفي هذه السنة حج من مصر عدة من الأمراء في عسكر كثيف وكان قصدهم لزم الشريفين رميثة وحُميَضة. فلما علما بذلك نفرا من مكة ولم يحصل العسكر على قبضهما. فلما انقضى الحج ورجعت العساكر المصرية إلى مصر عادا إلى مكة.

وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل أبو الخطاب عمر بن عثمان بن يحيى ابن إسحاق وكان مولده سنة ثمان وعشرين وستمائة. وكان فقيهاً مجوداً غلب عليه الاشتغال بالحديث. وكانت وفاتهُ في صفر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>