داود وإدريس وحصلت له شفقة كلية من الشريف وأقام معه مدة سنين فانتفع أولاده به وقرأُ القرآن واستخلص الشريف له خراج أرضه من السلطان فلم تزل مسموحة إلى أن توفي. وجمع كتباً كثيرة في الأدب وغيره. وكانت وفاته في النصف من شهر صفر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن مياس الوافدي. وكان فقيهاً جيداً تفقه بأهل عدن وكان ينوب ابن الجنيد على القضاء بعدن فلما توفي ابن الجنيد جعل مكانه فسار سيرة الغالب عليها الخير وكان يتعانى التجارة مع المسافرين في البحر والزراعة في بلدة لحج وكان مسكنه مسكن أخواله القريطين. فما أنه العليا على قضاء عدن سنين حتى ولي القضاء الأكبر بنو محمد بن عمر فعزلوه من عدن وجعلوه حاكماً في بلده واستمر بعده في القضاء الحجافي واستمر هو على القضاء في بلده إلى أن توفي وكانت وفاته في شهر رجب من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو بن الحسين بن محمد بن أحمد بن مصباح. وكان مولده سنة اثنتين وستين وستمائة. وكان فقيهاً عالماً بارعاً عارفاً بالفقه توفي في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي سنة اثنتي عشرة وسبعمائة طلع السلطان الملك المؤَيد من زبيد إلى تعز وكان خروجه من زبيد أول يوم من المحرم من السنة المذكورة. وفي اليوم الرابع عشر من شهر ربيع الأول قتل الشريف عماد الدين يحيى ابن تاج الدين. وكان سبب قتله أن بعض القبائل من أهل ملحان جزوه على آخرين غيرهم وعذلوا فيه وفي عسكره فلما أَراد الخروج رد حصون أهل العدالة قبل انفصاله من الجبل فدعموا فيه فقتل وقتل معه نيف وأربعون رجلاً من أصحابه.
وفي هذا التاريخ وصلت رسل الإمام إلى الشريف عماد الدين إدريس ابن علي للسعي في الصلح بينه وبين السلطان قبل انقضاءِ الذمة فسيرهم الشريف إلى الباب