بسجنه فسجن في حصن تعز فأقام محبوسا في الحصن إلى سلخ جمادى الأولى. ثم أمر السلطان به إلى سجن عدن وأرسل مائة فارس تسير به إلى هنالك. وكان السلطان رحمه الله قد تقدم إلى الجند في غرة شهر ربيع الأول فأقام فيها أياما وفي خلال ذلك نصب الفقيه عبد الرحمن الظفاري قاضي قضاة بمحضر جماعة من فقهاء تعز. وأقام بعد ذلك أياما ثم توجه إلى الدملؤة في أثناء شهر ربيع الأول فأقام فيها أياما. وافتقد خزانته ونزل ولم ينعم على أحد بشيء كما جرت العادة. فلما نزل من الدملؤة وتقدم إلى نعمات فأقام فيها إلى يوم الأربعاء الثامن من شهر جمادى الآخرة. وقال ابن عبد المجيد إلى النصف منه ضج أُمراؤُهم وقلوب العسكر نافرة منه. وقد سعى إبراهيم في فساد دولته وقرروا قاعدة عند الملك المنصور أيوب بن السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر. فلما كمل سعيهم الذي أرادوا اجتمعت الأمراء والمماليك الكبار وقصدوا دار الشجاع عمر بن يوسف بن منصور وكان يسكن في ناحية المجاذيب من مدينة تعز فقتلوه وقتلوا معه صهره الأمير بدر الدين محمد بن علي الهمام. وكان معهم الفقيه عبد الرحمن الظفاوي قاضي القضاة والشيخ محمد بن عثمان العيسى من عيس حكم فقتلوه أيضاً وخرجوا من فورهم أيضاً إلى ثعبات فلزموا السلطان هنالك ونهب في تلك الليلة عدة بيوت في المغربة والمجاذيب ممن ينتمي إلى مولانا السلطان ورجعوا إلى الملك المجاهد أسيرا فأقام عنده تحت الحفظ ثلاثة أيام وهو يستخلف العسكر فحلفوا له الأيمان المغلظة. فلما كان اليوم الرابع طلع الملك المنصور الحصن في ناموس المملكة وزي السلطان وطلع بالسلطان الملك المجاهد معه تحت الحفظ فجعله في دار الأمارة على الإعزاز والإكرام يؤتي إليه كل يوم بما يحتاجه ويشتهيه من طعام وشراب وحريم ولما استقر الملك المنصور في الحصن أرسل لأبن أخيه الملك الناصر فلما وصل إلى الجند تلقاه بالطبلخانة وأقطعه المهجم إلى عدن وعقد للأمير بدر الدين حسن بن الأسد الأولويه. ورفع له الطبلخانه واقطعه حرض ثم عقد لولديه الملك الكامل بأمور الدين والملك الواثق شمس الدين ورفع لهما الطبلخانه. وجعل لكل واحد منهما إقطاعاً جيداً وأرسل ولده الملك الظاهر أسد الدين إلى الدملؤة وفي خدمته