ويحفظوا طريق تهامة وذي هزيم ففعلوا وخرجت على خيولهم فقتل منهم خمسة نفر في الميدان وواحد عند حمام الحاي ولزم منهم جماعة فأطلعوا الحصن إلى السلطان فجلد منهم نفرين الأساوي وآخر وشنق خمسة. فلما كان يوم السابع من الشهر المذكور شنق منهم أيضاً اثنين. وفي يوم الاثنين الرابع عشر شنق منهم اثنين فجميع من قتل وشنق منهم وجلد كلهم ستة عشر رجلاً. ولما خرجت المماليك من تعز ساروا إلى قرية الخوخية فأقاموا فيها أياماً ثم توجهوا نحو زبيدة وكان واليها يومئذ محمد بن طرنطاي وهو أحد أعيانهم فأدخلوا زبيدة بمساعدة بعض أهلها ذلك في غرة شهر رجب من السنة المذكورة فملوكها للظاهر واستولوا عليها. وكان الأمير نجم الدين أحمد بن ازدمر يومئذ في قرية السلامة فطلع إلى السلطان وتقلد له بأن يستعيد له زبيد فحمل له السلطان أربعة أحمال طبلخانة وجهز معه نحواً من خمسمائة فارس وستمائة راجل ونزل معهم الزعيم والمشد ابن العماد فنزلوا بأجمهم وحطوا في بستان المنصورة فيما بين القرتب وزبيد. فخرجت المماليك من زبيد وقصدوهم إلى المنصورة على حين غفلة وقد افترق جمعهم فأنهزم العسكر. ومن جملة من انهزم الزعيم وكان أحمد بن ازدمر غائباً لم يباشر الوقعة وثبت ابن العماد في جماعة من العسكر قتل معظمهم وسلم الباقون واقبل الأمير نجم الدين أحمد بن ازدمر وكان غائباً عن الوقعة فأُخذ أسيراً فدخلوا به زبيد وكانت الواقعة يوم الاثنين الثامن رجب وأقام الأمير نجم الدين أسيراً في زبيد إلى أن توفي آخر شعبان من السنة المذكورة.
وفي شهر شعبان المذكور من السنة المذكورة خالف عمر بن الدويدار في لحج وأَبين وسار إلى عدن فحاصرها نحواً من عشرين يوماً حتى أخذها بمساعدة بعض المرتبين من يافع وخطب فيها للظاهر. وكان دخوله عدن لأيام بقين من السنة المذكورة. وكان أمير عدن يومئذ الأمير بدر الدين حسن بن علي الحلبي فقبض عليه ابن الدويدار وبعث به إلى الظاهر وعث به الظاهر إلى السمدان فحبس هنالك. ونزل جعفر بن الأنف من الدملؤة إلى ابن الدويدار فأقام معه في عدن إلى العشرين