وفي شهر ذي القعدة جهز الظاهر إلى الجند عسكراً مقدمه الأمير بدر الدين محمد بن عمر بن علاء الدين الشهابي ومعه جماعة من البحرية كالقصري وطعشر وغيرهما. وكان وصولهم الجند يوم السابع من ذي القعدة فحاربهم أهل الجند حرباً شديداً فعادوا خائبين إلى قرية العربة فأقاموا بها. وكان في الجند وال كثير الغدر والمكر يقال له ابن حسين كان يأُخذ جامكية من المجاهد وجامكية من الظاهر ولعب بهما معاً. وكان من أسواءَ الولاة حالاً وتصرفاً وأكثرهم خيانة لله وللمسلمين. فلما ارتفعت المحطة عن الجند كما ذكرنا فرق الوالي المذكور ابن حسين على أهل الجند ونواديها إذناً عظيماً فأضرَّ بالناس فعزله السلطان بابن الحجازي وولاه حصن تعز فتشاءم الناس به. وكان معه شفاليت يتغلبون على بيوت الناس وينهبون فكانوا سبب كل قبيح.
وفي هذه السنة توفي السلطان الملك المنصور أيوب بن مولانا السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول وكانت وفاته يوم الأربعاء ثاني شهر صفر من السنة المذكورة في دار الأمارة في حصن تعز معتقلاً ودفن في مدرسة والده في مدينة تعز المعروفة بالمظفرية رحمه الله تعالى.
وفيها توفي مولانا الملك المسعود تاج الخلافة الحسن بن مولانا السلطان الملك المظفر شمس الدين يوسف بن عمر بن علي بن رسول وكانت وفاته في مدينة حيس يوم الثالث والعشرين من شهر المحرم أول شهور سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة وهي السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل يوسف بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن يحيى وكان فقيهاً فاضلاً معروفاً بأمانة والصبر وكان غالب ودائع أهل تلك الناحية إنما تكون عنده عارفاً في فن الفرائض مجوداً ولد سنة سبع وثمانين وستمائة وتوفي في هذه السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن علي الجدائي نسبة إلى صقع