فلما اصطلحوا وتم الصلح خارج الباب قال للوالي أنى أريد الدخول إلى الدينة فقال له لا يا مولانا البلد بلدك. ولكن المصلحة أن تدخل في جماعة من العقلاء ممن تشويش على الناس فدخل في جماعة من أصحابه فأمسى وأمسي بشرب في خواصه. فلما دخل الحمام فقعد في مخلعة فقال له بعض أصحابه يا مولانا أخذت هذه البلدة للظاهر أو للمجاهد فلم يجيبه فكرر عليه السؤال فهز رأسه وكان عنده حينئذ جاندار يقال له المياح قد فهم مراده فقال هذا الظاهر وهذا المجاهد وهو يشير إليه فتبسم فنقل ذلك الكلام إلى الوالي فجمع الوالي جماعة من أصحابه وهجم عليه فامسكه وقيده ثم قتله. وكان قتله يوم السابع من شهر ربيع الأول وكان أخوه في المحطة في بقية العسكر خارج البلد فصاح الصائح إلى أهل المحطة يخبرهم بقتله فخرج أهلها منها هاربين ولحق أخوه بالحصن الذي قد بناه المعروف بمنيف فأقام فيه أياماً قلائل فآخذته بطنه فهلك ولما قتل ابن الدويدار كما ذكرنا جهز ابن الصليحي عسكراً إلى لحج فقبضها ثم أن أخا ابن الدويدار كتب إلى الطاهر يستمده فأمده بابن وهيب والركن ابن الفخر وجماعة من الخيل والرجل فوصل بهم إلى الزعازع فخرج ربيع بن الصليحي وابن عمه جعفر وغيرهما ومن المعسكر فخذلهم الجحافل وباعوهم فقاتلوا حتى قتلوا ولمل نزلت المماليك ومن معهم من المحطة كما ذكرنا أقاموا في قرية السلامة أياماً ثم توجهوا إلى زبيد فلما دخلوا المدينة قصدوا بيت القصري وهجموا عليه بيته فارتاب منهم ورجب وقال ما ترسمون يا حاسكية فقالوا تخرج عن زبيد فأنت صاحب إقطاع وقد رسم مولانا السلطان الملك الظاهر أن الشهابي يكون والي البلد وطريطبة الهمداني مشدها وبهادر الصقري مشد المشدين. وكان الصقري يومئذ في زبيد فحين علم بوصولهم ركب إليهم إلى بيت القصري فلما وصل إليهم رحب بهم خصوصاً وعموماً وقال للقصري ما قالوا لك لاحقا فقال السمع والطاعة واوجدهم التجهز والخروج فلما افترق جميعهم ذلك استدعى القصري بأعيان العوار ين من أهل زبيد ووعدهم بتسليم أربعة آلاف دينار على انهم يلزموا له الصقري والشهابي والهمداني والشريف