داود بن قاسم بن حمزة فقصدوهم إلى بيوتهم فامتنعوا على أنفسهم وتركوا خيلهم وخرجوا ونهب العوار ين بيوت المماليك يوم الخميس وليلة الجمعة نهباً شنيعاً. فلما كان يوم الجمعة اجتمع العوار ين كلهم وقصدوا بيت القصري وطلبوا منه المال الذي وعدهم به أربعة آلاف دينار.
وكان عنده حينئذ الشريف داود بن قاسم بن حمزة والسنبلي فقالوا ما يكفي هؤلاء ما قد نهبوه من بيوتنا وبيوت أصحابنا وسائر العسكر فطردهم القصري وهددهم ووبخهم فلما سمعوا ذلك منه صاحوا عليه صيحة واحدة. وداروا حول بيته وأمطروا عليه وعلى من معه الحجارة من كل ناحية فاغلق باب بيته دونهم وقاتلهم غلمانه ساعة من النهار. ثم ركبوا عليه البيت من قفاه فلما أحس بهم ركب حصانه وركب معه أصحابه وغلمانه وأخذوا سلاحهم وخرجوا قاصدين لباب الشبارق بعد أن قاتلوا قتالاً شديداً فنهب العوار ين بيت القصري وكان فيه مال جزيل.
قال علي بن الحسن الخز رجي وحدثني والدي رحمه الله قال بينما الناس يوم الجمعة في مسجد الجامع بزبيد إذا قبل جماعة من العوار ين والخطيب على المنبر وكان فيهم شخص يقال له القعموص وكان من شياطينهم وشجعانهم. فقال للخطيب يا فقيه اخطب للملك المجاهد. فقال له الخطيب ما أمرنا بهذا أحد قال وانظر إلى هذه الحربة في يدي والله لئن قال أحد غير هذا القول لأجعلن هذه الحربة فيه ووقف هو وأصحابه عند المنبر يسمعون الخطيب حتى خطب باسم السلطان الملك المجاهد. وكان ذلك يوم الجمعة الرابع عشر من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة فلم يخطب بعد ذلك للظاهر على منبر من منابر تهامة.
وفي هذا التاريخ وصل شمس الدين الملك المفضل وأخوه الفائز قطب الدين من بيت الفقيه بن عجيل فدخلا زبيد لما صارت لعمهما الملك المجاهد فأقاموا ولما خرجت المماليك من زبيد على صفة ما ذكرنا اجتمعوا في حيس وتقدم أعيانهم إلى