للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا بكر بن إسرائيل في شهر ذي القعدة من السنة المذكورة. ولما استقر السلطان في زبيد اقطع بن شكر حيس واقطع الملك المفضل المهجم فتقدم إليها فلما مرَّ بالكدراء وهو سائر إلى المهجم لقي ابن حسين وكان واليها فقبضه قبضة شنيعة بأمر السلطان وضربه ضرباً مبرحاً. ثم تقدم إلى المهجم صحبته فلم يزل يعذبه بأنواع. العذاب كما كان يفعل بالناس. ثم بعد ذلك أمر به فوسط وقطع رأسه وطيف به قال الجندي فما رأيت ولا سمعت في عصرنا بأخبث منه سيرة في دينه ودنياه. ولما كان يوم الخامس عشر من ذي القعدة تقدم القاضي جمال الدين محمد بن مؤمن إلى الديار المصرية بهدية سنية وكان مسيرها في البحر من ساحل زبيد. وسار ابن مؤمن بنفسه في البر إلى ساحل الحادث فركب من هنالك وساروا. ولما وصل الزعيم إلى السلطان كما ذكرنا كان هو الغالب على أمر السلطان ولا سيما في الجهات الشامية قال الجندي وحدثني الثقة إنه أحدث فيها عدة من الحوادث الرديئة وتصرف فيها تصرف المالك وأبطل صدقات الملوك من مسامحات الفقهاء وأرباب المناصب كبني الحضرمي وبني أبي الخل وغيّر على كثير من الناس فغيّر الله عليه. ومن أعظم الذنوب الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف. وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال.

وفي هذه توفي الفقيه الفاضل أبو محمد الحسن بن بن عمر العماكري وكان مولده في جمادى الآخرة من سنة سبعة وسبعين وسبعمائة. وكان فقيهاً حسن السيرة أمثل من يشار إليه في معرفة الفقه في نواحي الجند تفقه في بدايته في الأمام أبي الحسن علي بن أحمد الأصبحي فلما توفي الأمام انتقل إلى ذي اشرق باستدعاء أهلها. وكانت وفاته ضحوة يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر ربيع الأول من السنة

<<  <  ج: ص:  >  >>