فارس ثم تقدم الزعازع فأتاه علي بن الدويدار بمائتي فارس ومائة راجل فخلع عليه السلطان وعلى بن المعز وعلى جماعة من الجحافل وكان ذلك ليلة النصف من شعبان. فلما اجتمع الناس للصلاة حضر معهم السلطان وصلى مع الناس في الجامع ثم ركب آخر ليلته يريد عدن وخرج معه سائر العسكر فحط في مسجد المياه يومين ثم أمر العسكر بالزحف على أهل عدن فزحفوا وقاتلوا فخرج من عدن عسكر لم يكن بالذي فقتل ثلاثة من الشفاليت فتشوش السلطان من العسكر الواصل لكونهم لم ينصحوا وربما أنهم هّموا فيه بسوء فأمر بلزم بن الدويدار وابنه وابن أخيه وأستاذ داره الملقب بالمعز وآخر يعرف بابن بلتوت وأمر بتقييدهم والاحتفاظ بهم ثم قبض السلطان حصن ابن الدويدار المسمى عزاف واستولى على ما فيه وهو قريب من الشحر وأقام السلطان في المحطة على باب. عدن سبعة أيام ثم انتقل إلى الأحبة فحط في البستان فأقام فيها ثمانية أيام ثم حصل في المحطة اضطرب فأرتحل السلطان يريد زبيد على طريق الساحل فلما بلغ السلطان الغرة أمر بتغريق ابن تركوث فغرق هنالك. وكان دخول السلطان زبيد في أثناء شهر رمضان فاستقر في زبيد. وطلع الطواشي حصير من زبيد إلى تعز فأنزل آلة العيد الطبلخانة وغيرها. وطلع في صحبته بخزانة جيدة وطلع بمرسوم من السلطان فشنق ابن طرنطاي يوم الأربعاء السابع عشر من شهر رمضان المذكور في موضع محطته يوم كان محاصراً للسلطان فم يزل مشنوقاً هنالك إلى يوم الاثنين والعشرين منه ثم أنزل وقبر بعد أن أكلت منه الكلاب. ولما عيّد السلطان عيد الفطر في زبيد خرج من زبيد يريد بلد المعازبة في شوال
فخربها وأحرقها واستولى عليها ونهب العسكر بلادهم نهباً شديداً وقتل منهم جماعة ومات علي ابن الدويدار في فشال ومات المعز أستاذ داره في نخل المدني والسلطان يومئذ حاط هناك وقد أمر بقطع النخل لما كثر فسادهم.
وفي هذا التاريخ وصل الزعيم من الجهات الشامية فواجهه في فشال راجعاً من بلاد المعازبة فسار في خدمته إلى زبيد ولما دخل السلطان راجعاً من بلاد المعازبة قبض