وقطعوا جميع الزرع في مدينة تعز ونواحيها. وفي مدة إقامتهم في تعز أرسلوا جماعة منهم إلى الظاهر صاحب الدملؤة فأقاموا عنده نحواً من ثمانية أيام فيقال انه اخرج لهم مناشير قد كتبت له انه اصلح من المجاهد وأعطاهم ذهباً كثيراً وحرضهم على قبض الملك المجاهد فأجابوه إلى ذلك ووعدهم من نفسه بمال عظيم. فلما رجعوا إلى تعز عزموا على ما أمرهم به فوصلوا الشجرة بأجمعهم ووقفوا بأجمعهم على باب السلطان واستأذنوا عليه فاعتذر عن مواجهتهم بأنه في الحمام وخرج من باب السر وطلع الحصن من فوره. وكتب إلى مقدميهم أن قد بلغ شكركما وهذا خطنا بأيديكم يشهد بوصولكما وانقضاء الحاجة بكما ثم لم يكادوا يلبثوا بل قصدوا صبر من ناحية عيدان فقاتلهم أهلها وقتلوا منهم نحواً من أربعين رجلاً ورجعوا مكسورين فقبضوا الصقري ووسطوه وسحبوه ثم علقوه على أثلة في سوق الرعد. ثم قبضوا الغياث بن نور وأقاموا إلى ثلاثة أيام في شعبان وتجهزوا للسفر وساروا بالغياث بن النور تحت حفظهم فراجعهم السلطان فيه وبذل لهم مالاً جزيلاً لغرض له فيه فلم يفعلوا ورجعوا في طريقهم الذي جاءوا فيها فنهبوا تهامة نهباً شنيعاً. ولما وصلوا زبيد حيل بينهم وبين دخولها فحطوا خارجها وكان أميرها يومئذ شجاع نجم الدين محمد الحريري وكان السلطان قد ولاه لما تحقق خيانة بن حسين فأمر بلزمه وإيداعه السجن. ولما صار العسكر المصري في حرض وسطوا الغياث بن نور وكانوا قد ساروا به مقيداً في عنقه وكان السلطان رحمه الله قد الزم الزعيم أن يسعى في فكاك الغياث بن النور من أيدي المصريين ولو بنصف خراج اليمن فتبعهم الزعيم وكاتبهم فيه فيقال أنه كان السبب في هلاكه وأنه أغراهم به حتى وسطوه وذلك لئلا يزاحمه في المرتبة والقرب من السلطان ثم سار العسكر المصري متوجهين إلى الشام ولما فصل العسكر المصري من تعز أول شعبان كما ذكرنا خرج السلطان بعد مسيرهم يريد الجند فحط في الحوبان ثم تقدم من الحوبان فحط في قاعها ثم سار فبات في الرجامية ولم يزل سائراً حتى اصبح في لحج فوصل إليه بن ناصر الدين بمائتي