ولما علم السلطان ملزم ابن أخي ابن السوع غلب على ظنه أن الأكراد غير ناصحين وكان الناس قد تحدثوا بذلك. ثم عاد السلطان إلى الأحبة فأقام بها نحواً من نصف شهر ثم غزا إلى جبل حديد فخرج عسكر عدن وحصل يومئذ حرب شديدة وقاتلت الشفاليت قتالاً عظيماً وظهر نصحهم ونصح معهم الملك المفضل وداود بن عمر بن سهيل والأسد بن صالح وجماعة نصحهم ونصح معهم الزعيم وصاح أهل عدن للشفاليت بالطيب وشتموا الغز شتماً قبيحاً وعاد السلطان إلى الأحبة فلما كان يوم الثامن من شهر ربيع الآخر قبض مكتب لابن الأسد بريد عدن وقبضت كتبه منه وإذا بها أنه واصل هو والإمام محمد بن مطهر في ألف فارس واثني عشر ألف راجل فاضطربت المحطة لا سيما محطة الأكراد. وهم معظم العسكر فتأَيد السلطان وتأَمل العسكر وظهر له أنهم غير ناصحين لا سيما الأكراد فخشي السلطان البيعة. فركب وتقدم تعز فوصل الجند صبح يوم الخميس لنيف وعشرين من شهر ربيع الآخر ثم تقدم تعز فوصل الجند صبح يوم الخميس لنيف وعشرين من شهر ربيع الآخرة ثم تقدم تعز يوم الثلاثاء الخامس من جمادى الأولى فحط في الشجرة وأقام بها أياماً ثم تقدم إلى بلاد العوادر يوم الأربعاء الثامن عشر من الشهر وقتل منهم جماعة ثم عاد إلى تعز وقدم الملك الفائز وابن شكر من تهامة في جمادى الأولى فمرَّا على بلد بني أستاني فأخرباها خراباً شنيعاً. ثم دخلا تعز في آخر الشهر المذكور فأقاما أياماً ثم عاد ابن شكر إلى إقطاعه حيس وموزع.
وفي شهر جمادى الآخرة خرج الظاهر من عدن إلى لحج وخرج جميع من كان معه من أصحابه فسار هو طريق الخبت وسار الباقون طريق هبيب فطلع الظاهر السمدان وأقام فيه. وفي شهر شعبان تقدم السلطان إلى زبيد فأوقع بالعوارين وقبض شيخهم محمد الدعيسي وجماعة كثيرة منهم فشنق منهم طائفة وقتل آخرين بالسيف وكان ذلك يوم الثلاثاء ثامن وعشرين شعبان المذكور. وكان قد اقطع قطب الدين أخاه مدينة حرض فبلغه عنه انه قد خرج عن الطاعة فسار إليه من زبيد وكان مسيره إليه يوم السبت العشرين من شوال ولم يزل يتلطف به حتى انتزعه من حرض. ولما خرج السلطان من زبيد