للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وعبد الله وعبد الرحمن فاشتغل علي وعبد الرحمن بالقراءات السبع واشتغل عبد الله وهنده بالفقه وكان تفقههما بجباء ولما أخرب السلطان الملك المؤيد خولان هرب المذكور عن بلدهم. فلما تفقه هندوه رجع إلى بلاده وسكن أخوه عبد الله في نواحي قدس إلى أن توفي هناك في سنة خمس وعشرين وسبعمائة وسكن في قرية الحباجر مدة ثم انتقل إلى بلاده ورجع إليها وأما عبد الرحمن فغاب وانقطع خبره. وتوفي هندوه يوم السابع من شهر رمضان السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الشيخ الفاضل أبو محمد الحسن بن محمد بن نصر بن علي عرف بمختار الدولة وكان مختار الدولة وزير أحد العبيديين ملوك مصر. وقدم أبو محمد اليمن في أيام الملك المؤيد فلم يصف له معه حال. وكان من أعيان القضاة الواصلين من مصر وكان عارفاً بالحساب والأصول والفلك والنحو والفرائض والجبر والمقابلة. فقام في تعز مدة فلم يصف لها مع المجاهد وقت فسافر عن تعز في سنة أربع وعشرين وسبعمائة فقام في التهائم حتى ارتفعت المحاط ثم عاد إليها فقام أياماً ثم جعل كتاباً للخزانة والإنشاء. ولما نزل السلطان عدن نزل صحبه ركابة فتطلع عليه وعرف فضله فجعله من جملة خواصه ولم يزل على ذلك مستقيم الحال إلا أن توفي في سلخ شهر رمضان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الفاضل أحمد بن سليمان بن أحمد بن صبره الحميري وكان فقيهاً مجوداً ولد سنة ثمان وخمسين وستمائة في قرية من معشار حصن أنور من وادي مسرعة أخذ عند محمد الأصحبي وقرأَ الفرائض على طاهر. وولى القضاء مدة وكان إمام الجامع ودرس في بعض مدارس فيروز. ولم يزل على أحسن حال إلى أن توفي في شهر شوال من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الصحابي أبو الحسن علي بن أبي بكر بن محمد الزيلعي العقيلي نسبة إلى عقيل بن أبي طالب صاحب قرية السلامة من وادي نخلة وكان اصل بلدهم بطة قرية من قرى الحبشة ولذلك يقال لهم بنو الزيلعى وكان أول من قدم منهم قرية السلامة جدهم محمد فتأهل بها فظهر لها أبو بكر ثم تأهل

<<  <  ج: ص:  >  >>