الدين أهيف وطلع الشامي إليها وطلع الطواشي جوهر من الجناب بالخيل والرجال إلى تعز. ووصل السلطان من تهامة يوم الخامس عشر من صفر. وكان مريضاً قد علق به جدري فأقام في الحصن أياماً وتوفي له ولد ثم ولد آخر ومن الله بعافيته في شهر ربيع الآخر فأمر باستخدام الخيل والرجل وطلب الرجال من كل جانب ولم يعلم أحد أين يريد. وفي أول جمادى الأول نزل السلطان من الحصن إلى الشجرة ثم تقدم نحو عدن فأقام بها إلى العشرين من رجب. وفي خلال ذلك صودر ابن مؤمن بمال جزيل واستمر ابن الغنمي شاد الدواوين ثم طلع السلطان من عدن إلى أبين وحضر الكتيب في ليلة السابع والعشرين من رجب وتصدق بصدقة جليلة فلما انقضت أيام الكتيب في ليلة السابع عاد إلى عدن وأقام بها أياماً ثم طلع إلى محروسة تعز في أثناء شعبان فأقام في الحصن إلى أن انقضى عيد الفطر وفي أثناء أقامته اخرج ابن عمه من السجن وهو الأشرف بن الواثق وتزوج السلطان على كريمته بنت الواثق في الثامن من شوال ودخل بها في آخر الشهر المذكور. وفي خلال ذلك طلعت قافلة من عدن فقبضها أهل الهجر فغزاهم السلطان في رابع شهر ذي العقدة وقتل منهم عدة ثم طلع الدملؤة فأقام فيها مدة ثم نزل الجوة فعيد فيها عيد الأضحى. ولما انتصف شهر الحجة خرجا السلطان على الأشعوب وحصل قتال شديد أياماً. وانهزم عسكر السلطان يوم التاسع عشر من الشهر فقتل الحسام بن ظاهر وقريب له وجماعه من العسكر خيل ورجل وفي هذه السنة توفي الإمام أبي الخير منصور بن أبي الخير الشماخي وكان فقيها عالما عاملا وهو شيخ مشايخ الحديث باليمن وأحد أعلام الزمن وكان موصوفاً هو ووالده بجودة الضبط والإتقان وعنها انتشر علم الحديث وسمع عليه السلطان الملك المؤيد سنن أبي داود سنة ثلاث عشرة وسبعمائة. وكانت وفاته في يوم الثلاثاء خامس عشر ربيع الأول من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل هندوه بن عمر بن سلم الخولاني وكان مولده ليلة الجمعة العشرين من شهر رمضان سنة سبعين وستمائة. وكان له ثلاثة اخوة علي