للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا التاريخ حصل من الملك المفضل وسيف بن حسن بن داود إلى السلطان كلام كثير وأن قصده الخروج عن الطاعة فطلبه السلطان إلى الجند فلما وصل لزمه وقيده وأرسل به إلى حصن تعز فأقام مسجوناً إلى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة. وفي اليوم الثامن من شهر ربيع المذكور وصل العسكر بالقاضي إبراهيم بن محمد بن عمر بن اليحيوي ومعه بعض أولاده فأودعهم السجن. وفي يوم الثالث عشر من الشهر المذكور قدم الشيخ عبيد بن مهجف وكان مستولياً على حصن التعكر وحافظاً له فخرج غالب العسكر في لقائه ونزل مع الأمير الزعيم فلما كان يوم الرابع عشر أطلق خطه إلى ابنه بأن يسلم الحصن والعهد إلى نائب السلطان فطلع به الطواشي بارع فقبض الحصن ليلة الخميس الخامس عشر من الشهر المذكور. ولما كان يوم الثالث من شوال تقدم في عساكره المنصورة إلى بلد المعافر وفرق المحاط عليها. وكانت محطته في منصورة الدملؤة وكان القاضي جمال الدين محمد بن مؤمن يومئذ صاحب الباب وكان بينه وبين الزعيم من البغضاء ما قد علمه الخاص والعلم وليس لذلك سبب إلا التنافس على الرياسة والتقدم عند السلطان فأوقع ابن مؤمن في قلب السلطان ما أوحشه عنه وذلك انه اخبره انه اتفق هو والغياث بن السناني على الميل إلى الظاهر وأيّد ذلك في قوله الشرف بن حباجر وكان ابن حباجر صديقاً لأبن مؤمن فوقع في قلب السلطان من ذلك أمر عظيم وصدقهما.

وفي هذه السنة توفي الفقيه الصالح محمد بن علي الزيلعي. ويروى عنه أنه كان يقول أنه شريف حسيني وكان فقيهاً متقناً صالحاً ورعاً تفقه بإسماعيل الحضرمي وبعلي بن صالح الحسيني وأخذ عن عمر السروي وغيره وكان معروفاً بالفقه والصلاح وإصابة الفتوى وشرح اللمع شرحاً مفيداً. وكان وفاته في السنة المذكورة.

وفيها توفي الفقيه الصالح أبو بكر بن أحمد بن موسى بن عجيل وكان فقيهاً نبيلاً ورعاً جواداً عالماً عاملاً ناسكاً. وكان تفقه بخاله علي بن أحمد الصريدح وكان أجود اخوته فقهاً وورعاً وعلماً وعملاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>