للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الجندي توفى على رأس الثلاثين وسبعمائة رحمه الله تعالى.

وفيها توفى الفقيه الصالح الجواد أبو العباس أحمد بن علي بن منامس الوافدي صاحب لحج وكان من أَعيان الزمان كرماً وفضلاً وجوداً ونبلاً ما صحب أحداً قط إلا وكان له عليه الفضل وما وصله طالب إلا وأعانه.

قال الجندي سمعت الشريف إدريس يثني عليه بالكرم وبالفقه. ويقول ما كنت أظن أن في اليمن مثله ولا أظن مثله في غيرها. وتوفى لأيام مضت من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى وفي سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة أوقع السلطان بالزعيم لما أوقع ابن مؤمن في قلب السلطان منه فاستوحش منه السلطان واسودّ ما بينه وبينه ولا علم للزعيم بشيء من ذلك. وكان الزعيم صاحب إطعام لا سيما في المحاط فإنه لا يكاد ينقطع. فاتفق أن عمل سماطاً وكان السلطان قد زحف على أهل مطران ذلك اليوم فاجتمع به الزعيم وعرفه أنه عمل سماطاً للعسكر كافة وسأل من السلطان حضور السماط وان يمشي معهم تلك الليلة فأجابه السلطان إلى ذلك فرجع إلى موضعه وسعى في لتميم السماط والزيادة فيه ولما علم ابن مؤْمن بذلك بادر إلى السلطان وهو ابن حباجر وعرّفاه أنه ما مراده إلا القبض على السلطان والقيام بالدولة الظاهرية فما شك السلطان في ذلك مع تقدّم ما قد أوقعا في قلبه فنهض من فوره إلى منصورة الدملؤَة فدخلها بعد صلاة المغرب واستدعى الزعيم من فوره فلما وصل أمر بقتله فقتل وقطع رأَسه ولزم جماعة من أصحابه وقيدهم ولم يسلم من خاصته إلا القاضي جمال الدين محمد بن حسان وكان كاتب الزعيم يومئذ فيما دق وجل وعليه مدار أمره.

ولما قتل الزعيم كما ذكرنا واخذ السلطان مطران وعاد إلى تعز عرض ابن مؤْمن يذكر الغياث بن السناني وانه ركن من أركان الفساد فأعرض السلطان عن إجابته إلى ما يريد وقال هذا رجل قد توثق مني بالأَيمان المؤَكدة ولا أنقض ما عقدت له على نفسي ولا أشك أنه قطعة فساد ولكن قد أمنته ولكن إذا ادعى عبد الرحمن اليحيوي أنه قتل أخاه ظلماً أحضرناه له شرعاً. فأشار ابن مؤْمن إلى القاضي وجيه

<<  <  ج: ص:  >  >>