وفيها توفي الفقيه الصالح أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن أبي السعود الهمداني الفراوي وكان فقيهاً جيداً فاضلاً زاهداً ورعاً. وكان وثمانين يوم الاثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث مولده وستمائة. وكان تفقه بأخيه. وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة جرد السلطان العساكر إلى المخلاف وفتح الحرب عليهم من كل ناحية فقبض حصن حبّ في ذي القعدة من السنة المذكورة.
وفيها توفي الفقيه أبو الخطاب عمر بن عثمان بن محمد بن علي بن أحمد الحبائي الحميري وكان فقيهاً صالحاً ورعاً استظهر القرآن الكريم وقرأ التنبيه قراءة محققة على فقهاء جُبْلة وسمع بعض المسموعات على غيرهم وكان بارعاً توفي في ذي القعدة من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل الأديب أبو الخطاب عمر بن عيسى بن محمد ابن سليمان المنسكي ثم العامري وكان مسكنه الغُقْء بضم العين المهملة وسكون القاف وكان فقهياً متأدباً ويروى من الشعر شيئاً وله مشاركة جيدة في كثير من العلوم مقبول الكلمة في بلده. وكان وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي سنة ثلاث وثلاثين قبض السلطان سائر الحصون الحدقية وأذعنت القبائل طوعاً وكرهاً واتسقت المملكة ودخل المخالفون في الطاعة وأمر السلطان رحمه الله بعمارة سور ثعبات ولم تكن مسورة قبل ذلك وجعل لها أبواباً ورتب على الأبواب حراساً وحفظةً واستقر الملك وهرب أصحاب الملك الظاهر منه لما ضاق بهم الأمر ولم يجدوا ملاذاً يلوذون به. فكتب الملك الظاهر إلى القاضي جمال الدين محمد بن مؤمن والأمير شرف الدين بن حباجر بأن يسعى له في الصلح والصفح ويطلب له ذمة شاملة عليه وعلى من معه من أهله وغلمانه فأجاب مولانا السلطان إلى ذلك وأرسل القاضي جمال الدين محمد بن مؤمن والأمير شرف الدين بن حباجر بالتقدم إليه ليصل في صحبتهما فتقدما إليه إلى السمدان بالذمة الشريفة فوصل صحبتهما.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل أبو العتيق أبو بكر بن الفقيه يحيى بن أبي