وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن ابن عمر بن أبي بكر بن إسماعيل الريهي وكان فقيهاً مجتهداً عالماً ورعاً نقالاً للفقه إليه انتهت رياسة الفتوى والفقه في الجند ونواحيها تفقه بعمه صالح بن عمر واخذ وسيط الغزالي عن الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الأصبحي واخذ عنه المعين ودرس بالمدرسة التي أنشأها خادم الدار النجمي سنة ثمان وعشرين وستمائة. وولي التدريس في المدرسة المؤَيدية ثم عاد إلى بلده واختصر شرح صحيح مسلم. وله فتاوى جمعها بعض أصحابه وكان مشاركاً في كثير من فنون العلم وكانت وفاته في أثناء السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة رجع السلطان من عدن إلى زبيد فأقام فيها أياماً وتفرج في النخل كجاري عادته ثم سار إلى البحر فأقام هنالك أياماً ثم طلع تعز.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل جمال الدين محمد بن منبر الزيلعي وكان أحد فقهاء المحدثين بزبيد وكان فصيحاً صبيحاً له خط حسن مشهور توفي يوم السادس عشر من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الأمير الكبير شهاب الدين أحمد بن علي بن إسماعيل الحلبي النقاش وكان ذا همة عالية ورتبة سامية وكان وجيهاً عند السلطان وأَقطعه إقطاعاً حسناً يقوم بكلفته في السنة كلها وكان ناسكاً له عبادة ونقشف توفي ليلة الاثنين السادس من ذي القعدة من السنة المذكورة رحمه الله تعالى وقيل كانت وفاته في سنة خمسين وسبعمائة.
وفي سنة خمسين وسبعمائة قتل الشيخ عكم بن وهبان صاحب أبيات حسين وكان قد كثر منه الفساد والخروج عن الطاعة وفعل أفعالاً قبيحة في تجار بيت حسين وغيرهم. وكان يقتل وينهب في البلاد وهو مقيم في القرية فتغافل عنه السلطان مدة لا يذكره ولا يذكر عنده فلما كانت هذه السنة المذكورة نزل القاضي صفي الدين أحمد بن محمد بن عمار لجباية أموال الجهات الشامية. فلما وصل المهجم وقد أَوصاه السلطان في حديثه تزوج امرأَة من بنات عمه وأحسن إليهم إحساناً كثيراً وأنسوا به